#

سألت ربي أربعًا فأعطاني ثلاثًا

سألت ربي أربعًا فأعطاني ثلاثًا

بعض ما يطلبونه الأنبياء والأولياء، بعض ما يطلبونه لا يعطونه لأنه يكون سبق في علم الله أن هذا الشىء لا يكون، قد يسأل النبي أو الولي الله تعالى شيئًا أن يعطيه، قد يسأل النبي أو الولي شيئًا لا يعلم أن الله تعالى لم يشأ أن يكون هذا الشىء، ثم بما أن علم الله لا يتغير ومشيئته لا تتغير لا يعطون ذلك، الولي والنبي لا يعطيان ذلك الشىء الذي طلباه لكن يعطيان الأجر، أجر الدعاء. إنما يعطيان ما علم الله في الأزل وشاء أن يكون، ما علم الله أنه يكون، ما علم الله في الأزل أنه يكون يعطيهم، دليل ذلك أن الرسول ﷺ قال سألت ربي أربعًا فأعطاني ثلاثًا ومنعني واحدة، علم الله لا يتغير ومشيئته لا تتغير، هو الله تعالى يغير ولا يتغير. يغير أحوال خلقه لأن الملائكة والأنبياء أهل السماوات وأهل الأرض كلهم لا يعلمون من معلومات الله إلا القليل القليل القليل القليل. معلومات الله لا تحصى بعدد، معلومات الله من حيث سعتها والقدر الذي يعطيه الله للملائكة والأنبياء وغيرهم كما لو نقر عصفور منقاره في البحر، فالقدر الذي يعلق بمنقار العصفور من بلل البحر هذا مثل ما يكون من معلومات الله يعطيه الله للخلق للعالم، يعلم الموجود وما سيوجد إلى ما لا نهاية له، حتى أنفاس أهل الجنة في الحنة التي لا نهاية لأنفاسهم فيها دائمًا يعيشون متنفسين وحركاتهم التي لا انقطاع لها، الله علمها في الأزل أما النبي فلا يصير له هذا إلا القدر الذي أعطاهم الله.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شعبان المكرّم