كتب ومتون قصص الأنبياء
 صفة نبيّ الله سليمان وذكاؤه وجودة رأيه في الحكم والقضاء

صفة نبيّ الله سليمان وذكاؤه وجودة رأيه في الحكم والقضاء

قصص الأنبياء

قصص_الأنبياء كان نبيّ الله سليمان عليه السلام أبيضَ جسيمًا، كثير الشعر، يلبس من الثياب البياض ورث الملك عليه السلام وكان عمره حينئذ اثنتي عشرة سنة وقد كان مع حداثة سِنّهِ من ذَوي الفطانة والذكاء وحسن التدبير والسياسة، وقد منحه الله تبارك وتعالى منذ صباه الذكاء والحكمة وحُسن القضاء، فقد كان أبوه في أيام ملكه يشاورُه في أموره مع حداثة سنه لحكمته وفطانته. وقد ذَكر القرءان الكريم طرفًا من ذلك النبوغ والذكاء الذي كان عند سليمان عليه السلام وذلك في قصة الحرث والزرع الذي نفشت فيه الغنم أي رعت فيه ليلا، فاستفتى داود عليه السلام فأفتى فيها بوجه وأفتى فيها ابنه سليمان بوجه ءاخر، وَوُفق سليمان عليه السلام إلى الحكم الأقوم عليهما الصلاة والسلام.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [سورة الأنبياء 78-79].
وتفصيل هذه القصة أن زَرعًا لقوم دخلت فيه غنمٌ لقوم ءاخرين ليلا فأكلته وأفسدته، فجاء المتخاصمون إلى داودَ عليه السلام وكان عنده ابنه سليمان وقصوا عليه القصة، فحكم نبيُّ الله داودُ بالغنم لصاحب الزرع عِوَضًا عن حرثه الذي أتلفته الغنم ليلا، فقال سليمانُ عليه السلام: أَو غيرَ ذلك؟ قال: ما هُو؟ قال: "تدفعُ الغنمُ إلى أهل الحرث فينتفعون بألبانها وأولادها وأشعارها، وتدفعُ الحرث إلى أهل الغنم يقومون بإصلاحه حتى يعودَ كما كان، ثم يترادان بعد ذلك فيعود لأهل الغنم غنمهم ولأهل الحرث حرثهم" وكان ما أفتى به سليمانُ أقرب للصواب وأضمن للحق فقال داود عليه السلام: قد أصبت القضاء، ثم حكم بذلك.
وممَّا يدلُّ أيضًا على حكمة وفطانة نبي الله سُليمان عليه السلام وجودة رأيه في الحكم والقضاء ما جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "بينما امرأتان معهما ابناهما إذ عدا الذئب فأخذ ابن إحداهما فتنازعتا في الآخر، فقالت الكبرى: إنما ذَهَب بابنك، وقالت الصُغرى: بل إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود فحكم به للكبرى فخرجتا على سليمان فقال: ائتوني بسكين أشقه بينكما نصفين لكل واحدة منكما نصفه فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به لها" رواه البخاري ومسلم. ولما قال سيدنا سليمان عن الغلام: "أشقه" كان ذلك منه على وجه العرض والاستفهام وهو يعتقد أنها تقول "لا"، ويكفر من ظن أنه أمر بشقه نصفين.

قصص الأنبياء

قائمة قصص الأنبياء