القول في الإيمان

كتاب الدرة البهية

dorraBahiyyah قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: والإِيمانُ هُوَ الإِقرَارُ بِاللِّسَانِ وَالتَّصديقُ بِالجَنَانِ.
الشرحُ أن الإيمانَ هو الإقرارُ بالشهادتَينِ معَ التَّصديقِ القلبيِّ، قالَ النَّوَوِيُّ: "مَنْ صَدَّقَ بقلبِهِ ولَمْ يَنْطِقْ بلسانِهِ فهُوَ كافرٌ مُخَلَّدٌ في النارِ بالإجماعِ".

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَجَمِيعُ مَا صَحَّ عَن رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنَ الشَّرعِ وَالبَيَانِ كُلُّهُ حَقٌّ.
الشرح أنه لَمَّا ثبت أن القرءان مُنزَلٌ من عند الله وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله صادقٌ ثبت أن جميعَ ما في القرءان وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الشرع حقٌّ لأنه معصوم عن الكذب، قال الشيخ أحمد المرزوقي: [الرجز]
وكُـلُّ مَـا أَتَـى بِـهِ الـرَّسـولُ **** فَـحَـقُّـُه الـتَّـسْـلِـيـمُ والـقَـبُـولُ

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَالإِيمانُ وَاحدٌ وَأهلُهُ في أَصْلِهِ سَوَاءٌ والتَّفاضُلُ بَينَهُم بِالخَشْيَةِ والتُّقى ومُخَالَفَةِ الهَوَى وَمُلازَمَةِ الأَوْلى.
الشرحُ أنَّ الإيمانَ باعتبارِ أصلِه شىءٌ واحدٌ بينَ المؤمنِينَ كلِّهِمْ لا يَفْضُلُ هذا على هذا لكنْ باعتبارِ صفتِهِ يكونُ التفاضل، فمَنْ كانَ خاشِيًا للهِ تعالى تَقِيًّا مُخَالِفًا لِهَواهُ مُلازِمًا لِلأَوْلَى أيْ سالِكًا مَسْلَكَ الوَرَعِ هذا يزيدُ على غيرِه أي يزيدُ إِيْمَانُه على إِيْمَانِ غيرِهِ من حيثُ الوصفُ أمَّا مِنْ حيثُ الأصلُ فلا يزيدُ إيمانٌ على إيمانٍ.

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَالمُؤمِنُونَ كُلُّهُم أَولِيَاءُ الرَّحمنِ.
الشرحُ: المؤمنونَ كلُّهُم يَدخلونَ في الوِلايةِ العامَّةِ أمَّا الوِلايةُ الخاصةُ فهيَ لأهلِ الاستقامةِ فقطْ.

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَأَكْرَمُهُمْ عِندَ اللهِ أَطوَعُهُمْ وَأَتبَعُهُمْ لِلقُرءانِ.
الشرحُ أنّ أشدّهُم طاعةً هو أكرمُهُم عندَ اللهِ الذي هو أَتْبَعُهُم للقُرءانِ أيْ أشدّهُم عَمَلاً بالقرءانِ.

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَالإِيمانُ هُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالى.
الشرحُ أن هذهِ المذكورات أهمّ الأمورِ وأعظمها فيجبُ الإيمانُ بِهَا، والقدَرُ هنا معناه المقدُورُ أيْ أنْ تُؤْمِنَ بالمقدورِ خيرِه وشرِه وحُلْوِه ومُرِّه أنَّه مِنَ اللهِ أيْ أنَّه حصلَ منَ اللهِ بمشيئتِهِ وعِلْمِهِ، أمَّا صفةُ اللهِ التقديرُ فلا تُوصَفُ بذلكَ فَلا يُقالُ إن منه خيرٌ ومنهُ شَرٌّ بل تقدير الله حسنٌ لأنَّ صفاتِ اللهِ كلَّها كمالٌ ليسَ فيها نَقْصٌ. والحُلْوُ ما يُلائِمُ الطَّبْعَ والمرُّ مَا لا يُلائِمُ الطبعَ.

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَنَحنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كُلِّهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ عَلَى مَا جَاءُوا بِهِ. الشرحُ معناهُ نؤمنُ بجميعِ رسلِه وأنبيائِه ونُصدِّقُهُم جميعَهُم.