من كتب العلّامة الهرري كتاب الدرة البهية في حل ألفاظ العقيدة الطحاوية
 المقدمة

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ والصلاةُ والسَّلامُ على مُحَمَّدٍ الأمينِ، وعلى ءالِه وأصحابهِ الطاهرينَ.

كتاب الدرة البهية

dorraBahiyyah وبعدُ فإنَّ هذا الكتابَ لجَدِيرٌ أَنْ يكونَ كما سمَّاهُ مُؤَلِّفُهُ العلامةُ المحَدِّثُ الفقيهُ الشيخُ عبدُ اللهِ الهرريُّ المعروفُ بالحبشيِّ، فقد شَرَحَ فيهِ العقيدةَ الطَّحَاوِيَّةَ شَرْحًا لَيْسَ على وَجْهِ الإطالةِ ولا الاخْتِصَارِ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ أُصُولُ أَهْلِ السُّنَةِ وَالجَمَاعَةِ، فجَاءَ وَافِيًا بِالمقْصُودِ، شَافِيًا لِلْقُلُوبِ، فَجَزَاهُ اللهُ تَعالى عنَّا وعَنِ المسلمينَ كلَّ خَيْرٍ. ويجدر بنا أن نذكر أن هذا الكتاب كان الأكثر مبيعًا في معرض بيروت الدولي الثاني والأربعين لسنة 1998ر، وقد حاز على المرتبة الأولى للكتب الدينية.

قالَ المؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ : هذا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَلَى مَذْهَبِ فُقَهَاءِ المِلَّةِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمانِ بنِ ثَابِتٍ الكُوفِيِّ وأَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي عَبدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الشَّيبَانِيِّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيهِم أَجمعينَ وَما يَعتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدّينِ وَيدِينُونَ بِهِ لِرَبِّ العَالَمِينَ . الشرحُ يَقُولُ الطَّحاويُّ إِنَّ هذِهِ الرِّسَالةَ هِيَ ذِكْرُ عقيدةِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ علَى حَسَبِ مَا قَرَّرَهُ أبو حنيفةَ وأَبُو يُوسفَ يعقوبُ بنُ إبراهيمَ وأبُو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانيُ، أيْ مِنْ حَيْثُ سَبْكُ العِبَارَاتِ أَضَعُ هذهِ الرِّسَالَةَ على أُسْلُوبِ هَؤُلاءِ الأئِمَّةِ الثلاثَةِ، أمَّا مِنْ حَيْثُ المعْنَى فَهْوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الحَقِّ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ كُلِّهِم بِلا اسْتِثْنَاءٍ، وأَهْلُ السُّنَّةِ والجماعةِ هُمُ الصَّحَابَةُ ومَنْ تَبِعَهُم في المعْتَقَدِ ولَوْ كانَ مِنْ حَيْثُ الأَعْمَالُ مُقَصِّرًا إلى حَدٍّ كَبِيرٍ.
ونَصَّ الطَّحاوِيُّ علَى ذِكْرِ هَؤُلاءِ الفُقَهَاءِ لأنَّهُ كانَ في الفُرُوعِ علَى مَذْهَبِ الإمَامِ أبي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، وَلَيْسَتْ هَذه العَقِيدَةُ خَاصَّةً بِهؤلاءِ بَلْ هِيَ مُعْتَقَدُ أهلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ.
وإنما قَال في افْتِتَاحِ هذِهِ العقيدةِ:"هَذا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ" لِقَوْلِهِ تعَالى لِنَبِيِّهِ:﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوَا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (108) [سورة يوسف]، فالسُّنَّةُ عِبَارَةٌ عَنِ الطَّرِيقَةِ، ومَعْنَى "عَلَى بَصِيرَةٍ" أيْ أنَّ كُلَّ مَا جَاءَ بهِ الإسْلامُ لا يَرُدُّهُ العقلُ الصَّحِيحُ ، وأمَّا الجماعةُ فَهُمُ الَّذِين اتَّبعُوهُ على مِلَّتِهِ.
وقوله "ويَدِينُونَ بهِ لِرَبّ العَالَمِين" أي ما يتخذونه دينًا ويطلبون به الجزاء من الله مالك العالمين.

الدرة البهية
harariyy.org

قائمة الدرة البهية