من كتب العلّامة الهرري كتاب الدرة البهية في حل ألفاظ العقيدة الطحاوية
 القول في النبوة

القول في النبوة

كتاب الدرة البهية

dorraBahiyyah قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَبدُهُ المُصطَفى وَنَبِيُّهُ المُجتَبَى وَرَسُولُهُ المُرتَضَى وَإنَّهُ خَاتَمُ الأنبِيَاءِ وإمامُ الأتقياءِ وسيِّدُ المُرسَلينَ وَحَبيبُ رَبِّ العَالَمِينَ
الشرحُ أن المصطفَى والمجتَبَى معناهُما واحدٌ، وفيهِما زيادةُ مدحٍ على المرتضَى، فيجبُ الإيمانُ بأنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُ اللهِ ورسولُه، وأنه ءاخِرُ الأنبياءِ وأفضلُهُم.
وقولُه: "خاتَمُ" يقالُ بالفتحِ ويقالُ بالكسرِ والمعنى واحدٌ أيْ ءاخِرُ النبيَّينَ قالَ تعالى:﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾(40) [سورة الأحزاب]، وقدْ تأوَّلَ القادِيَانِيَّةُ الخاتَمَ بمعنى الزِّينةِ وذلك لأنَّ رئيسَهُم غلامَ أحمدَ ادَّعَى أنَّه نبيٌّ رسولٌ وهذا كفرٌ وضلالٌ.
وقوله "إمامُ الأتقياء" أي انه يكون مقدَّمهم يوم القيامة. وقوله "سيّدُ المرسَلين" اي أفضلهم. وقوله "حَبيبُ رَب العَالمِينَ " أي محبوبه.

قالَ المؤلِّف رحِمَه اللهُ: وَكُلُّ دَعوَى نُبُوَّةٍ بَعدَ نُبُوَّتِهِ فَغَيٌّ وَهَوًى.
الشرحُ أنَّ مَنِ ادَّعَى النبوةَ بعدَه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فدَعوَاهُ باطلةٌ لقولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "لاَ نبيَّ بَعْدِي" رواهُ البُخاريُّ والحاكِمُ في المُستَدْرَكِ، وهذا حديثٌ ثابتٌ، فالقادِيانيةُ يقولونَ: ﴿اللهُ يَصْطَفِى مِنَ الملائكةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ﴾(75) [سورة الحج]، ﴿ يَصْطَفِى﴾ فعلٌ مضارعٌ فيُقالُ لهم يَصطفِي فعلٌ مضارعٌ وُضِعَ موضعَ الماضِي بالنسبةِ للمصطفَيْنِ أمَّا بالنسبةِ للهِ تعالى الفعلُ يتجردُ عنِ الزَّمانِ الماضي والمضارعِ والحالِ لأنَّ فعلَه أزليٌّ لا مَحالةَ لا يُقالُ عنِ الأزليِّ مَضَى وانقطعَ، ويقالُ لهم ولذلكَ نظائرُ كثيرةٌ في القرءانِ كقولِه تعالى: ﴿فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ (87) [سورة البقرة] تَقتُلونَ أي قَتلتُم. قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَهُوَ المَبعُوثُ إلى عَامَّةِ الجِنِّ وَكَافَّةِ الوَرَى بِالحَقِّ وَالهُدَى وَبِالنُّورِ والضِّياءِ.
الشرحُ أنَّ سيِّدَنا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرسَلٌ إلى الإنسِ والجنِّ وليسَ إلى جميعِ الخلقِ منَ ملائكةٍ وبهائمَ وجِنٍّ وإنسٍ، وبعضُهم يقولونَ مرسَلٌ إلى الملائكةِ رِسَالةَ تشريفٍ.

الدرة البهية
harariyy.org

قائمة الدرة البهية