اللهُ خالقُ الأسبابِ والْمسبباتِ

سلسلة الذهب - الجزء الأول

سلسلة_الذهب الحمدُ للهِ ربّ العالَمينَ وسلامُ اللهِ ورحمتُهُ وبركاتُهُ على سيدِنا مـحمَّدٍ وعلى ءالهِ الطيبينَ الطاهرينَ.
أمَّا بعدُ فقد قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَا مِنْ نفسٍ تَموتُ لَـهَا عندَ اللهِ خيرٌ تُحِبُّ أن ترجِعَ إلى الدّنيَا ولَوْ أنَّ لَـهَا الدّنيَا وما فيهَا إلا الشّهيدَ فإِنَّهُ يُحِبُّ أنْ يرجِعَ فيهَا ويُقْتَلَ مرةً أخرى لِمَا يَرَى مِنْ كرامةِ الشهادةِ".
معنى الـحديثِ أنَّ الـمؤمنَ الذي له عندَ اللهِ درجةٌ عاليةٌ إذا ماتَ بعدَ الـموتِ لا يُـحِبُّ الرجوعَ إلى الدنيَا ولو قيلَ لهُ: "خُذِ الدنيَا وما فيهَا"، إلا الشّهيدَ فإِنَّهُ يُحِبُّ أنْ يرجِعَ إلى الدّنيَا ويُقْتَلَ مرةً أخرى في سبيلِ اللهِ لِـمَا يَرَى مِنْ كرامةِ الشّهادةِ أي فضلِ الشّهادةِ في سبيلِ اللهِ.
وذلكَ لأنَّ الـمؤمنَ التقيَّ قبلَ أن تفارِقَ روحُهُ جسدَهُ تأتِيهِ ملائكةُ الرّحمةِ، هو يراهُم ويَسمَعُ كلامَهُم، أمَّا الذينَ عندَهُ لا يرونَـهُم ولا يسمعُونَ كلامَهُم، هو يسمعُ ملائكةَ الرّحمةِ يقولُون لهُ: "السَّلامُ عليكَ يَا وَلِـيَّ اللهِ"، يَا وَلِـيَّ اللهِ معناهُ يا حبيبَ اللهِ، لَـمَّا يَسمَعُ هذهِ الكلمةَ يمتلئُ سرورًا ويذهبُ عنهُ خوفُ الـموتِ والخوفُ من القبرِ، يُـحِبُّ أن تُفارقَ روحُهُ الدنيَا بسرعةٍ لأَنَّهُ سَـمِعَ تبشيرَ الـملائكةِ، كذلكَ عزرائيلُ يُـبَشّـِرُهُ، هؤلاءِ ملائكةُ الرّحمةِ منظرُهُم يُفْرِحُ ووُجُوهُهم كالشمسِ.
بعضُ النّاسِ يأتيهِم من ملائكةِ الرحمةِ عددٌ كثيرٌ، وبعضُ النّاسِ أقلُّ، ثُـمَّ بعضُ النّاسِ الأتقياءُ يرونَ رسولَ اللهِ، اللهُ يرفَعُ عنهُمُ الـحِجابَ من هنا إلى الـمدينةِ، كلُّ هذا يصيرُ عندَهُم كالزّجاجِ، يَرَوْنَ الرسولَ يضحَكُ إليهِم ويُبشرُهُم، بعد هذا لا يبقَى في روحِهِ شىءٌ من الفزعِ من الـموتِ والقبرِ.
وهذا مع أنَّ هذا الـمؤمنَ التقيَّ يُقاسِي أَلَـمَ سكراتِ الـموتِ، سكراتُ الـموتِ ءالَامُهُ أصعبُ أَلَـمٍ يَـمُرُّ على الإنسانِ في حياتِهِ، ومع هذا الـمؤمنُ التقيُّ وهو يقاسِي سكراتِ الـموتِ لَمَّا يأتِـي ملائكةُ الرحمةِ قلبُهُ يَـمتلئُ فَرَحًا.
ثُـمَّ إنَ بعضَ الـمؤمنينَ يَـموتُونَ فجأةً أي من غيرِ أن يَـمرضُوا وهُم لَـهُم عندَ اللهِ درجاتٌ عاليةٌ، سيدُنَا نبِـيُّ اللهِ داودُ ماتَ فجأةً من غيرِ أن يَلزَمَ الفِراشَ مِنَ الـمرضِ، كذلك ابنُهُ سليمانُ ماتَ فجأةً، سليمانُ عليهِ السّلامُ كانَ لَمَّا يصلِي يَنبُتُ في مُصلاهُ شجرةٌ فيقولُ لَـهَا: لِـمَ خُلقْتِ؟ فتقولُ: أنا لكذا وكذا خُلِقْتُ، الدواءُ الذي فيهَا تذكرُهُ. مرةً أُخرى نَبَتَتْ شجرةٌ في مصلاهُ فقالَ لَـهَا: لِـمَ خُلقتِ؟ فقالَتْ: خُلِقْتُ لِـخَرابِ هذا البيتِ، معناهُ حانَ موتُكَ، فسَأَلَ اللهَ أنْ يُـخفِيَ موتَهُ عن الـجِنّ؛ لأنَّ الـجِنَّ كانَ هو يَقهرُهُم، اللهُ أعطاهُ سِرًّا فكانَ رؤوسُ الشياطينِ الـمردةِ يُطِيعونَهُ مع كُفرِهِم، قسمٌ منهم يَبنُونَ لهُ أبنيةً وقِسمٌ يُـخرِجُونَ لهُ الـجواهرَ منَ البحارِ يُشْغِلُهُم بأَشغالٍ صعبةٍ،وإذا خَالَفَهُ أحدٌ منهُم اللهُ يُنزِلُ بهِ عذابًا يُهلِكُهُ، لذلكَ كانُوا يَعمَلُونَ لهُ أَعمَالا شاقةً.
طلبَ مِنَ اللهِ أن يُـخفِيَ موتَهُ عن الـجِنّ وكانَ مَرَّةً قائمًا يُصَلّي مُتَّكِئًا على عصاهُ فقَبَضَ اللهُ روحَهُ وهو واقفٌ وبَقِيَ سنةً وهو مَيّتٌ والجنُّ لا يَعلَمُونَ بذلكَ كانُوا يعملُونَ الأعمالَ التِـي هو كَلَّفَهُم بِـهَا ولَـمْ يشعرُوا بِـمَوتِهِ ثُـمَّ بعد سنةٍ دُوَيبَةٌ صغيرةٌ يقالُ لَـهَا الأَرَضَةُ أَكَلَتِ العَصَا، أَكَلَتْ عَصَاهُ، فوَقَعَ فعَرَفَ الـجِنُّ أنَّهُ ماتَ.
ثم الـجِنُّ شَكَرُوا هذه الـحشرةَ وصاروا يأتُونَـهَا بالـمَاءِ لَمَّا تَبنِـي بيتَهَا على سقوفِ الخشبِ لتَبُلَّ هذا التّرابَ الذي هي تَبنِـي بهِ البيتَ، فرَحًا بِـمَا فَعَلَتْ صارُوا يفعلُون لَـهَا ذلك.
هذهِ الـحشَرةُ معروفةٌ في بلادِ العربِ تأكُلُ الكتبَ والسقفَ الخشبِـيَّ، أيُّ شىءٍ هو خَشَبٌ تَبنِـي عليهِ بيتَهَا.
كذلكَ كثيرٌ من النّاسِ يَـموتُونَ وهم ساجِدُونَ في الصّلاةِ وبعضٌ وهُم واقِفُونَ وبعضٌ وهُم يَـمشُونَ وبعضٌ وهم يضحكُونَ مع الناسِ، ليسَ كمَا يقولُ بعضُ الناسِ: من مَاتَ فجأةً نَزَلَ عليهِ غَضَبُ اللهِ، الولِـيّ يَـمُوتُ فَجأَةً والكافِرُ الفَاجِرُ يَـمُوتُ فَجأَةً، هذهِ ليسَتْ علامةً على غَضَبِ اللهِ وعلى أنَّ الـميّتَ لا خيرَ لهُ عندَ اللهِ والصّالِـحُونَ كثيرٌ منهُم يُشَدَّدُ عليهِم عندَ الـموتِ فيُصيبُهُم أَلَـمُ سكْرةِ الـموتِ حتى يزدادَ أجرُهُم عندَ اللهِ، اللهُ تعالى يَزِيدُهُم درجاتٍ.
واللهُ يَـحفَظُهُم مِنْ أنْ يتخبَّطَهُمُ الشَّيطانُ، لأنَّ الشَّيطانَ يَبذُلُ جهدَهُ عندَ الـموتِ في إغواءِ الـمؤمنِ لإخراجِهِ من الإيـمانِ إلى الكفرِ، الصّالِـحُونَ لا يُؤَثّـِرُ فيهِم إغواءُ الشيطانِ فيَبْقَوْنَ على اليقينِ على الإيـمانِ الكامِلِ، أمَّا بعضُ الناسِ فيَكفُرُونَ، مِنْ شدةِ الألَـمِ لا يَصبِرُونَ فيَكفُرُونَ، يَسُبُّونَ اللهَ فيكونُ خُتِمَ لَـهُم بسوءِ الخاتِـمَةِ.
ثمَّ إنَّ الـمؤمنَ الولِـيَّ إِنَّـمَا صارَ وليًّا لأنَّهُ تعلّمَ علمَ الدّينِ العقيدةَ والأحكامَ على مذهبِ أهلِ السّنةِ، اعتَقَدَ عقيدةَ أهلِ السّنةِ التِـي كان عليها الرسولُ والصّحابةُ ومن تَبِعَهُم بالاتّصالِ إلى هذا الوقتِ، أمَّا مَنْ لَـمْ يَتَعَلَّمْ عِلمَ أهلِ السّنةِ فمَهمَا عَمِلَ من العباداتِ لا يصيرُ وليًّا، مَهْمَا أكثرَ من الذّكرِ ومن قراءةِ القرءانِ، مَهْمَا أَكثَرَ مِنَ الـحجّ والصّدقاتِ لا يَصِيرُ وليًّا.
لذلكَ أهمُّ أمورِ الدّينِ عقيدةُ أهلِ السنةِ وهِيَ معرفةُ اللهِ بالتنـزيهِ ومعرفةُ رسولِهِ، هذا أصلُ عقيدةِ الإسلامِ، اللهُ تبارك وتعالى لَـمْ يكُنْ في الأزلِ غيرُهُ، قبلَ أن يـَخلُقَ اللهُ العالَـمَ ما كانَ مكانٌ ولا جهةٌ، ما كانَتِ الـجهاتُ الستُّ فوقٌ وتَـحتٌ وأمامٌ وخلفٌ ويـمينٌ وشِـمالٌ، ما كانَ نورٌ ولا ظلامٌ واللهُ تعالى موجودٌ ليسَ لوجودِهِ ابتداءٌ، وما سِوى اللهِ كلُّهُ لَـمْ يَكُنْ ثُـمَّ كانَ هو خلقَهُ.
أولُ ما خَلَقَ اللهُ الـماءَ والعرشَ ثُـمَّ مَضَى زمانٌ لا نورٌ ولا ظلامٌ ثُـمَّ بعدَ ذلكَ بزمانٍ خلقَهُمَا اللهُ، خَلَقَ الليلَ أولا قبلَ النّهارِ، ثُـمَّ اللهُ خَلَقَ العالَـمَ على صِنفَينِ: صنفٌ حجمٌ وصنفٌ صفةُ الـحجمِ، الـحجمُ إِمَّا أنْ يكونَ كثيفًا وإمَّا أنْ يكونَ لَطِيفًا، الضوءُ والريحُ والظلامُ والروحُ هؤلاءِ حجمٌ لطيفٌ لا يُـجَسُّ باليدِ حتَّـى يُضبَطَ، وقِسمٌ من الـحجمِ يُـجَسُّ باليدِ كالإنسانِ والحجرِ والشجرِ والنجمِ والشمسِ والقمرِ كلُّ هؤلاءِ حجمٌ يُـجَسُّ باليدِ، قبلَ أن يَـخلُقَ اللهُ العالَـمَ ما كانَ حجمٌ لطيفٌ ولا حجمٌ كثيفٌ، ثُـمَّ اللهُ جَعَلَ للحجمِ اللطيفِ والكثيفِ صفاتٍ، الـحجمُ اللطيفُ والحجمُ الكثيفُ له مقدارٌ، إمَّا أنْ يكونَ شيئًا صَغيرًا وإمَّا أَنْ يكونَ حجمًا كبيرًا وإمَّا أنْ يكونَ بينَ هذا وهذا، أصغرُ شىءٍ خَلَقَهُ اللهُ مِـمَّا تراهُ العيونُ الهباءُ هذَا الذي يُرَى في ضوءِ الشمسِ لَـمَّا يَدخُلُ مِنَ النّافذةِ كالغبارِ.
وأكبرُ حجمٍ خلقَهُ اللهُ العرشُ، العرشُ سريرٌ لهُ أربعةُ قوائمَ هو أوسَعُ شىءٍ مِساحةً من مِـخلُوقَاتِ اللهِ، فاللهُ لا يُوصَفُ بالحجمِ الكبيرِ ولا بالحجمِ الصّغيرِ.
لأنَّهُ لو كانَ لهُ حجمٌ لكانَ له أمثالٌ في خلقِهِ، لذلكَ اللهُ ليسَ حجمًا صغيرًا ولا حجمًا كبيرًا.
كذلكَ اللهُ منـزهٌ عن صفاتِ الـحجمِ مثلِ الـحركةِ والسّكونِ، الـحجمُ إمَّا ساكنٌ وإمَّا مُتحرّكٌ، وإما مُتحرّكٌ وقتًا وساكنٌ وَقتًا.
اللهُ لا يُوصَفُ بأنَّهُ حجمٌ لطيفٌ ولا بأَنَّهُ حجمٌ كثيفٌ ولا بأنَّهُ متحرّكٌ، ولا بأَنَّهُ ساكنٌ.
أيُّ صفةٍ من صفاتِ العالَـمِ لا تَـجُوزُ على اللهِ، هذا معنَـى الآيةِ ﴿لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ﴾، هذهِ الآيةُ تدلُّ على هذا الـمعنَـى، لفظُهَا وجيزٌ ومعناهَا واسعٌ، مَنِ اعتَقَدَ أنَّ اللهَ هكذا عَرَفَ اللهَ، أمَّا مَنْ يعتَقِدُ خلافَ هذا فهو لَـمْ يعرفِ اللهَ.
هذهِ الآيةُ تُنَزّهُ اللهَ عن أنْ يكونَ مُتَحَيّـِزًا في جهةِ فوقٍ وعن أنْ يكونَ متحيزًا في جهةِ تَـحتٍ، فمَنِ اعتَقَدَ أنَّ اللهَ متحيزٌ في جهةِ فَوقٍ فإِنَّـهُم شَبَّهُوا اللهَ بِـخلقِهِ، فليسوا عارفين بِـخَالِقِهِم بل هُم جاهِلُونَ بِـخَالِقِهِم، لو كانَ اللهُ متحيزًا في جهةِ فوقٍ لكانَ لَهُ أمثالٌ كثيرٌ، ولو كان متحيزًا في جهةِ تـحتٍ لكانَ لَهُ أمثالٌ كثيرٌ، هو اللهُ تبارك وتعالى خَلَقَ الـجهاتِ الستَّ وجَعَلَ بعضًا في جهةِ فوقٍ كالعرشِ واللوحِ الـمـحفوظِ وجَعَلَ بعضَ خلقِهِ في جهةِ تَـحتٍ كالبشرِ والجِنّ والبهائمِ.
سخافةُ عَقلٍ اعتقادُ أنَّ اللهَ قاعدٌ على العرشِ. العرشُ اللهُ خَلَقَهُ ثُـمَّ حَفِظَهُ في ذلكَ الـمكانِ فلَـمْ يهوِ إلى أسفلَ، الذينَ يَعتَقِدُونَ أنَّ اللهَ قاعدٌ على العرشِ وأولئكَ الـملائكةُ يَـحمِلُونَ العرشَ عُقُولُـهُم سخيفةٌ ... حَسبُنَا اللهُ ونعمَ الوكيلِ.
ثُـمَّ إنَّ هؤلاءِ الذينَ يُورِدونَ ءاياتٍ قرءانيةً ويُفَسّرُونَـهَا على الظاهرِ لا يُفَسّرُونَـهَا كَمَا يُفَسّرُهَا أهلُ السُّنَّةِ والـجماعةِ فالحذرَ الـحذرَ منهُم.
القرءانُ بعضُ ءاياتِهِ لا يَـجُوزُ تفسيرُهَا على الظّاهرِ بل تلكَ الآياتُ لَـهَا معانٍ غيرُ الظّاهرِ، بعضُ الآياتِ لَـهَا معانٍ غيرُ الظاهرِ، بعضُ الآياتِ ظاهرُهَا أَنَّ اللهَ في جهةِ فوقُ وبعضُهَا أنَّهُ في جهةِ الأرضِ فلا يؤخَذُ بظاهرِ هذهِ ولا هذهِ بل يؤخَذُ بِـهذهِ الآيةِ ﴿لَيسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ﴾.

لا يَغُرَّنَّكُم إذَا قيلَ لَكُم: ﴿الرَّحمَنُ على العَرشِ اسْتَوَى﴾ أي جَلَسَ على العرشِ، لا تُصَدّقُوهُم، ليسَ معناهَا جَلَسَ بل معناهَا اللهُ قَهَرَ العرشَ، معناهُ اللهُ قَهَرَ كُلَّ شىء، فلا يُؤخَذُ بظاهرِ ءايةِ ﴿الرَّحمَنُ على العَرشِ اسْتَوَى﴾ ولا بظاهرِ ءايةِ ﴿فأينَمَا تُوَلُّوا فثَـمَّ وَجهُ اللهِ﴾. هذهِ الآيةُ ظاهِرُهَا أنَّ اللهَ مُـحيطٌ بالعالَـمِ بذاتِهِ بِـحيثُ إنَّ الـمصلِيَ كيفمَا اتَّـجَهَ في صلاتِهِ يكونُ مُتَّجِهًا إلى ذاتِ اللهِ، الآيةُ لا تُفَسَّرُ بِـهذا الظّاهرِ بل لَـهَا معنًى ءاخرُ، معنَاهَا فثَمَّ قِبلةُ اللهِ، أيُّ جِهةٍ إذا اتَّـجَهْتُم إليهَا على ظهْرِ الفرسِ مثلا في صلاةِ النّفلِ فهُنَاكَ قِبلَتُكُم، الـمسافِرُ يُصَلّي الفَرضَ على الأَرضِ ثُـمَّ يَنْطَلِقُ إلى الـجهةِ التِـي يريدُهَا ويُصلّي على ظهرِ الدابةِ النفلَ راكبًا إلى جهةِ سفرِهِ.
معناهُ هذه قِبلَتُكُم صَحَّتْ صلاتُكُم، فأمَّا الفرضُ فيُؤَدّيهِ الإنسانُ مُتَّجِهًا إلى الكعبةِ فَقَطْ.
هكذَا عقيدةُ أهلِ السنةِ الذينَ هم موافِقُون للقرءانِ والحديثِ.هذا الذي نُعَلّـِمُهُ ويُعَلّـِمُهُ جَـمَاعَتُنَا ليسَ شيئًا جديدًا بل هو ما كانَ عليهِ الصّحابةُ ومن تَبِعَهُم إلى يومِنَا هذا. اِذهبُوا إلى مصرَ واليمنِ وغيرِهِـمَا وإلى باكستَانَ وتركيا وأفريقيَا، كلُّهُم علماؤُهُم يقولُونَ كما يقولُ جَـمَاعَتُنَا، نَـحنُ لا نُعَلّـِمُ الناسَ دِينًا جَدِيدًا، نَـحنُ نُعَلّـِمُ الناسَ الأصلَ الذي كانَ عليهِ الصَّحابةُ والتَّابعُونَ ومَنْ جاءَ بعدَهُم إلى هذا الوقتِ.

واللهُ سبحانَهُ وتعالى أعلمُ وأَحكَمُ.