كونوا مع الصادقين

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه:
الحمد لله رب العالمين وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه من النبيين وعلى ءاله الطاهرين أما بعد فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز وكونوا مع الصادقين الله أمر بصحبة الصالحين أي المؤمنين الذين هم صادقون في أقوالهم وأحوالهم يصدقون في القول والحال بعض الناس يصدقون في القول لكن لا يصدقون في الحال الصادقون الذين أمر الله بصحبتهم هم الصادقون في القول والحال معناه أحوالهم موافقة لشريعة الله لأنهم تعلموا على الأقل علم الدين الضروري وصادقون في حالهم لأنهم يعملون على حسب ما تعلموا لا ينحرفون عما تعلموه وكان سيدنا أحمد الرفاعي ممن اجتمع فيه القول الصدق والعمل الصدق كان رضي الله عنه في القرن السادس الهجري كان عالمًا شافعيًا محدثًا مفسرًا كان متواضعا شفيقا رحيما بعباد الله كان يضرب به المثل في التواضع حتى إنه مرة جاء رجل من الكفار إلى زاويته التي ينزل فيها المريدون الملازمون لزاوية سيدنا الرفاعي والغرباء الذين يرِدون للتبرك كان رجل من الكفار يقال لهم الصابئة غير اليهود والنصارى هؤلاء كفرهم غريب يشبهون في بعض الأمور النصارى لكنهم يكرهون المسلمين كراهية شديدة حتى إنهم لا يأكلون خبزا خبزه مسلم وهذا الكافر ضاعت له بقرة ذهب ليبحث عنها ثلاثة أيام وهو يفتش عليها فلم يجدها ثم أحس بتعب شديد لما وصل إلى زاوية سيدنا الرفاعي الذي ينزل بها الزوار والمريدون مساحة واسعة جدا هذا الكافر رمى نفسه على الأرض من شدة التعب والجوع جاء سيدنا أحمد أيقظه قال له أراك رجلا متعبا جائعا قال نعم فأمر له بدقيق يؤتى به وأحضر له ماء قال له أنت اعجن هذا الدقيق وهيأ له الطبخ وأحضر له سمكا فأكل الرجل وشبع ثم أرسل معه إنسانا يركبه هذه السفينة الصغيرة التي يقال لها شختورة هناك بالقرب من زاوية سيدنا أحمد نهر دجلة وكل به من يوصله إلى هناك ويركبه فذهب هذا الرجل الى قريته ثم قالوا له أهله أين كنت فحكى لهم القصة بما فيها قصة سيدنا أحمد كيف عامله فأسلم الرجل وأسلم أهله معه ثم أناس آخرون سمعوا بهذه القصة معاملة سيدنا أحمد لهذا الكافر فأسلموا أحبوا دين الإسلام قالوا هذا الشيخ الذي دينه الإسلام يكون هذا حاله إذًا هذا دينه صحيح دخلوا فيه إلى هذا الحد كان متواضعا كان بنفسه أحيانا يخرج إلى الشارع ليقود إنسانًا أعمى ليس له قائد يقف في الطريق رضي الله عنه وهذا التواضع الذي كان عليه سيدنا أحمد هو ما أمر به رسول الله الرسول رغب في التواضع قال عليه الصلاة والسلام اعلموا إنكم تغفلون عن أفضل العبادة التواضع هذا الحديث صحيح رواه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أماليه .اهـ