أساس الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بَعدُ فإنّ أسَاسَ الدّين مَعرفَة الله،ِ الإيمان باللهِ أي مَعرفتُه وتَوحِيدُه بالعِبَادَة،ُ أي أنْ لا يكونَ غَايةُ الخُضُوع والخشُوع إلا لله، العِبَادَةُ مَعنَاهُ غَايَةُ الخُضُوع والخشُوع، كُلّ أمُور الدّين لا يَقبَلُها اللهُ إلا بَعدَ مَعرفَتِه. الحجُّ والطّلاقُ والصّيام وقراءةُ القُرءان كُلُّ ذلكَ لا يَنفَعُ إلا مَن عَرَف الله، اللهُ تَعالى مَوجُودٌ لا يُشبِهُ شَيئًا مِنَ الموجُودات. وجُودُه ليسَ لهُ تَاريخ، قَبلَ الزّمَان والمكان مَوجُود، ليسَ لِوُجُودِه ابتِدَاءٌ، وجُودُه ليسَ لهُ تَاريخ.
كُلُّ مَا سِوَى اللهِ وجُودُه لهُ ابتِدَاءٌ، كُلُّ شَىءٍ يصِحُّ أن يُقَالَ مَتى وُجِدَ أمّا اللهُ لا يَصِحُّ أن يُقَالَ مَتى وُجِدَ لأنّهُ مَوجُودٌ لم يَسبِقْه عَدمٌ أمّا غَيرُ اللهِ وجُودُه سَبقَه عَدمٌ.
اللهُ تَبارك وتعالى هو الذي لا ابتداءَ لوجُودِه، قَبلَ أن يَخلُقَ المكانَ كانَ بلا مَكانٍ وبعدَ أن خَلَق المكانَ هوَ مَوجُودٌ بلا مَكانٍ لأنّه ليسَ جِسمًا. الجسمُ لا بُدَّ أن يَكُونَ لهُ مَكَانٌ، النّورُ لهُ مَكانٌ والظّلامُ لهُ مَكَانٌ. الرّيحُ يَحتَاجُ إلى مَكَانٍ والنُّورُ كذَلكَ أمّا اللهُ ليسَ جِسمًا فلا يكونُ في مَكَان.