إنِ امرؤٌ عيَّركَ بما فيكَ فلا تُعَيّـِرْهُ بما فيهِ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ وصلّى اللهُ وسلَّم على سيدِنا محمّدٍ رسولِ اللهِ وعلى ءالِه وصحبِه الطيبينَ الطَّاهرينَ أمَّا بعدُ، فقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم لصحابيّ اسمُه أبو جُرَي "إنِ امرؤٌ عيَّركَ بما فيكَ فلا تُعَيّـِرْهُ بما فيهِ" فقالَ أبو جُرَي فما سببتُ بعدَ ذلِكَ ولا دابّةً، أي أنه امتثَل كلامَ رسولِ اللهِ، معنى الحديثِ أنتَ سامِحْهُ ولا تعملْ معَهُ كما عملَ معكَ فإنَّ هذا أفضلُ، إذا مسلمٌ سبَّ مسلمًا فإنَّه إذا لم يُرَدَّ عليهِ فهو أفضلُ عندَ اللهِ وإنْ ردَّ عليهِ بالمثلِ فليسَ عليهِ إثمٌ، يكونُ قد أخذَ حقَّه لكنِ الذي لا يرُدُّ بالمثلِ أفضلُ، ولو عيَّره النَّاسُ وظنّوا به أنه جبانٌ فلا يبالي فالإحسانُ إلى من يسيءُ إليكَ في الشرعِ مطلوبٌ.
أما إذا زادَ بالسبّ كأنْ قالَ له شخصٌ يا ظالمُ فقالَ لهُ الآخرُ يا ظالمُ يا خبيثُ فهذا تعدّى لأنّهُ زادَ، أما لو قالَ لهُ يا ظالمُ يكونُ أخذَ حقَّهُ أمّا إن زادَ يؤاخَذُ في الآخرةِ يؤخذُ منْ حسناتِه ويعطى الآخرُ.