عليكمْ بالقناعةِ باليسيرِ منَ الرزقِ

عليكمْ بالقناعةِ باليسيرِ منَ الرزقِ فإنَّ القناعةَ باليسيرِ عونٌ على سلامةِ الدينِ والدنيا.
الرضا بالقليلِ منَ الرزقِ ينفعُ في الدنيا والآخرةِ، فإذا كانَ الأمرُ هكذا فعليكمْ بالعملِ بهذه النصيحةِ "القناعةُ باليسيرِ من الرّزقِ، لا تَتَطَلَّعوا إلى الذي عندَ أكثرِ الناسِ من أهلِ الدنيا.لا تنظروا إلى أحوالِهم بلِ انظروا إلى من أشدَّ منكم قلةً في المالِ. الرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أدَّبنا أحسنَ تأديبٍ قالَ:" إذا نظرَ أحدُكمْ إلى من فُضّلَ عليهِ في المال والخَلقِ فلينظرْ إلى منْ هو أسفلَ منهُ" رواهُ البخاريُّ.
المعنى لا يُفكّرُ المؤمنُ في أنْ يكونَ مثلَ منْ هوَ فوقَه في أمورِ الدّنيا في المالِ، بل ينبغي أنْ ينظرَ إلى منْ هو أقلُّ منه حظًا في الدنيا، أي مَنْ هوَ أفقرُ منه، من ْكانَ فقيرًا فلينظُرْ إلى مَنْ هو أفقرُ منهُ ولا ينظُرُ إلى الأغنياءِ الذينَ فضَّلَهُمُ اللهُ تعالى في الدنيا بكثرةِ الرزقِ أو بقوةِ الجسمِ ودوامِ الصّحةِ. ليفكرْ المؤمن في أهلِ البلاءِ أهلِ المصائبِ وأهلِ الفقرِ، ذلك يعينُهُ أي في ءاخرتِه، يكونُ مترقّيًا في الخيراتِ والكمالاتِ والدرجاتِ العاليةِ. وأما الذي ينظرُ إلى من هو فوقَهُ في أمورِ الدنيا فإنه لا يترقَّى بلْ يكونُ في انحطاطٍ.
والحمدُ للهِ ربّ العالمينَ