تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك

بسم الله الرحمن الرحيم

وَرَدَ في القُرءانِ إضَافَةُ النّفْسِ إلى الله لا بمَعنى الرُّوْح بل بمَعنًى ءاخَر *﴿تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك﴾* هَذا وَرَدَ أنّ عِيسَى يَقُولُه يَومَ القِيامَةِ لما يسأل *﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ﴾* مُتَبَرّأ مِن ذَلكَ وقَال *﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾* معنَاهُ أنتَ عَلِمتَه أمّا أنَا لم أعلَمْه، بَعضُ العُلَماءِ قَالوا النّفسُ هُنا مَعنَاها العِلم، *﴿ولا أَعلَمُ مَا في نَفسِكَ﴾* أي مَا في عِلمِكَ.

*﴿تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى﴾* [المائدة: 116] ذاتي *﴿وَلا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ﴾* ذَاتِكَ. فنَفسُ الشّىءِ ذَاتُه وهُوِيَّتُه والمعنى: تَعلَمُ مَعلُومِي ولا أَعْلَمُ مَعلُومَكَ.اه (قال ابن الجوزي في تفسيره قولُه تَعالى *﴿تَعلَمُ مَا في نَفسِي ولا أَعْلَمُ مَا في نَفسِكَ﴾* قالَ الزّجّاج تَعلَمُ مَا أُضمِرُه ولا أَعْلَمُ مَا عِندَكَ عِلمُه، والتّأويلُ تَعلَمُ مَا أَعلَمُ وأنَا لا أَعلَمُ مَا تَعلَم).