ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
أمَّا بعدُ، فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يقول: ﴿ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون﴾ [سورة الواقعة/85] معناه الشخص الذي يكون في حالة الموت لما تصل الروح إلى الحلقوم الله تعالى أقرب إلى هذا العبد من الناس الذين حوله، ليس قربًا حسيًا إنما قرب معنويٌ، قرب بمعنى العلم والاحاطة، هذا قرب الله من هذا الشخص المحتَضَر الذي وصلت روحه إلى حلقومه، معناه أنا أعلم به، بكل أحواله أنا أعلم به. يوم القيامة ينزل ملائكة كثيرون على خلاف العادة، في الدنيا ينزل كثير، لكل إنسان ملائكة ينزلون العصر فيبقون مع الانسان إلى الفجر، إلى صلاة الصبح، ثم الآخرون ينزلون عند صلاة الصبح فيبقون مع الانسان إلى العصر، ويوجد غير هؤلاء يدورون في الأرض يتتبعون مجالس الذكر هؤلاء غير الذين يعملون بالنبات، أما يوم القيامة فينزلون عدد كثير أضعافَ أضعافِ ما كانوا ينزلون في الدنيا، يحيطون بالإنس والجن بسبع صفوف، لا أحد يستطيع أن يخترق هذه الصفوف إلا بسلطان أي إلا بإذن الله، عن هذا جاءت الآية ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ بعد أن ذكرت ءاية فيها أن الأرض تدك دكًا جاءت هذه الآية ﴿وجاء ربك﴾ معناه جاءت قدرته أي أمور عظيمة تدل على قدرة الله العظيمة.