وداعاً
قصيدة كتبها أحد طلاب الشيخ رحمه الله
وداعاً، رحلْتَ رَحِيلَ الكِبارْ ********** وَخَلّفْتَ فينا حُساماً أسَدْ
يَرى الكُلُّ أني قويُّ القرارْ ********** ويأبى اعْترافاً بها ذُو حَسَدْ
بِنُورِ هُداكَ عَمَرْنا الدِّيارْ ********** بِصَوتِ الفَلاحِ مَلأْنا البَلَدْ
وَلِيٌّ وذاكَ كَشَمْسِ النَّهَارْ ********** وَمَا غِبْتَ لَوْ غَابَ عَنَّا الجَسَدْ
فَكَيْفَ أُبَارِحُ ذاكَ المَزَارْ ********** هُنَاكَ أُردِّدُ مَتنَ الزُّبَدْ
وَأُقْسِمُ أَني جَعَلْتُ الشِّعَارْ ********** وَرَاءَ المَشَاريعِ طُولَ الأَمَدْ
أنا مُسْلِمٌ شَيْخُهُ قَدْ أَعَارْ ********** نُجومَ السما ضَوءَها إذ وَفَدْ
أقولُ يغارُ الذي قَدْ يَغَارْ ********** فشيخي عَلى عَرْشِ قلبي قَعَدْ
هُوَ العَبْدَرِي غَوثُنَا باختصارْ ********** ويبقى قريباً إذا ما ابتَعَدْ
أقَامَ بِبَيرُوتَ ثُمَّ أَغَارْ ********** عَلَى الجَهْلِ بِالعِلْمِ والمُستنَدْ
وكانَ لَكُمْ خَيرَ عَوْنٍ وَجَارْ ********** لِغيرِ إلهِ السَّمَا مَا سَجَدْ
قَضَى العُمْرَ مَا لِلصِّعَابِ اعْتِبَارْ ********** يَصُونُ ويَحْمِي حِمَى المُعتقدْ
بلالٌ أَنَا حَبَشِيُّ المَسَارْ ********** عَلَيَّ المُعَوَّلُ والمُعْتَمَدْ
فَدِينيِ عَصِيٌّ عَلَى الإنهيارْ ********** وَدِينِي فِدَاهُ أبي والولَدْ
وَصَخْرَتُهُمْ فَوقَ صَدْري فَخَارْ ********** وَلَنْ يَسْمَعُوا غَيرَ قَوْلي: أَحَدْ
إذا ما رُمِينَا بأَحْجَارِ نَارْ ********** رَدَدْنا عليها بِمَاء البَرَدْ
وَعِنْدِي شُمُوخٌ يَدُكُّ الحِصَارْ ********** وَيَمْلأُ صَدْرَ العِدَا بالكَمَدْ
كأنَّ اعتِزازي بنفسيَ صَارْ ********** طريقاً مليئاً لهم بالعُقَدْ
وَجَمْعيّتي خَيْمَةُ الإنْتِصَارْ ********** وَخَيْمَتُهُمْ خَيْبَةٌ لا وَتَدْ
وَقَبْلَكَ غَابَ الحَبيبُ نِزَارْ ********** وَقَالُوا غداً يَضْمَحِلُّ العَدَدْ
وقالُوا غداً يَنْطَفِي مَا أنَارْ ********** فإذْ مِنْ مُحمَّدَ يَأتي المدَدْ
وَيَأبى أحِبَّاؤُكَ الإنكِسَارْ ********** وتَبْقى تَعَالِيمُكُمْ للأبدْ