الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله الطاهرين. رضي الله عن العلماء الأخيار من السلف والخلف اللاحقين.
أما بعد فإني أوصيكم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة". الجماعة هم أهل السنة والجماعة الذين تبعوا أصحاب رسول الله بالعقيدة وأصول الأحكام. وقد كثر في هذا العصر الشاذون عن أهل السنة والجماعة وكل من هؤلاء يتظاهرون باسم الدعوة إلى الشريعة وهم منحرفون يريدون أن يحركوا من اتبعهم إلى ما هم عليه فيهلك معهم وهو لا يشعر، ونحن بحمد الله ندعو إلى التمسك بما كان عليه السلف والخلف وهو عقيدة أهل السنة والجماعة والعمل بما كانوا عليه من أصول أحكام الشريعة.
فليغتنم الشباب تعلم هذه العقيدة التي كان عليها الخلفاء والسلاطين الإسلاميون كالسلطان صلاح الدين الأيوبي الذي كان حاكمًا على مصر وبر الشام كله والحجاز كله واليمن والإمارات فإنه رضي الله عنه كان أشعري العقيدة، وهي التي نحن نعلمها. كان رضي الله عنه فقيهًا شافعيًا أشعري العقيدة، كان من شدة اهتمامه بالعقيدة الأشعرية أمر المؤذنين يقرؤون العقيدة الأشعرية على المآذن قبل صلاة الفجر ليسمع جيران المساجد كي يعلموها أبناءهم وأولادهم. أهل السنة والجماعة هم أكثر الأمة من حيث العدد في كل زمن، منذ أيام الصحابة إلى الآن.
نسأل الله الرحمن الرحيم أن يحيينا على هذه العقيدة وأن يميتنا عليها ويبعثنا عليها في الآخرة.