كتب ومتون الأربعون في التصوف
 باب في صفة المؤمنين وصفة العلماء

باب في صفة المؤمنين وصفة العلماء

الأربعون في التصوف

الأربعون_في_التصوف
أخبرنا أحمد بن محمد القُحطبي التاجر ثنا محمد بن أحمد بن ثوبان ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا أبو الصلت الهروي [38] ثنا يوسف بن عطية [39] عن قتادة عن الحسن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل والعلم علمان: علم باللسان وعلم بالقلب، فعلم القلب نافع وعلم اللسان حجة الله على ابن ءادم" [40].
-------------

[38] هو عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، قال ابن معين: ثقة صدوق إلا أنه يتشيع، وقال مرة: لم يكن عندنا من أهل الكذب، وقال زكريا الساجي: يحدث بمناكير هو عندهم ضعيف قال النسائي: ليس بثقة وقال أبو حاتم: سألت أبي عنه فقال: لم يكن بصدوق وهو ضعيف ولم يحدثني عنه وضرب أبو زرعة على حديث، وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت وهو منهم فيها، وقال العقيلي: كذاب [انظر "تهذيب التهذيب" 6/286]. ولخّص الحافظ ابن حجر ما قيل فيه في "التقريب" [ص/416]: "صدوق له مناكير وكان يتشيع وأفرط العقيلي فقال: كذاب" اهـ.
[39] هو أبو سهل يوسف بن عطية بن ثابت الصفار البصري، لخص الحافظ ابن حجر ما قيل فيه في "التقريب" [ص/707] بقوله: "متروك".
[40] أخرجه بكامله عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح: أبو نُعيم في كتابه "الأربعون" [ص/85] لكن بإسقاط الحسن بين قتادة وأنس، وابن النجار في ذيله على تاريخ بغداد [17/48-49]، ترجمة عبيد الله بن خلف العكبري بإثبات الحسن بين قتادة وأنس، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" [1/83، باب العلم علمان] بإثبات الحسن أيضًا. وأخرج الشطر الأول منه أي إلى قوله "وصدقه العمل" عن أبي هريرة رضي الله عنه: ابن عدي في "الكامل" [6/288-289، ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن مجبر] من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ثم قال أي ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن مالك بأسانيدها بواطيل وله –أي ابن مجبر- من البواطيل غير ما ذكرت" اهـ. ورواه السيوطي في "الجامع الصغير" [انظر "فيض القدير"، 5/355-356] وعزاه لابن النجار ولمسند الفردوس عن أنس. وأخرج الشطر الثاني أي من قوله "والعلم علمان" إلى ءاخره عن الحسن عن جابر مرفوعًا: الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" [4/346]، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" [1/82] من طريق الخطيب البغدادي. وعن هشام عن الحسن مرسلاً: ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" [1/233-234، باب ذم الفاجر من العلماء] ثم قال: "ورواه يوسف بن عطية عن قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعًا" اهـ. ورواه عن عائشة رضي الله عنها: أبو شجاع الديلمي في "الفردوس" [3/68]. ورواه السيوطي في "الجامع الصغير" [انظر "فيض القدير"، 4/390-391] وعزاه لابن أبي شيبة والحكيم الترمذي عن الحسن مرسلاً وللخطيب البغدادي عن الحسن عن جابر. ورواه المنذري في "الترغيب والترهيب" [1/103]. قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة" [1/349]: "رواه الديلمي في "مسند الفردوس" من طريق أبي نعيم من رواية قتادة عن أنس رفعه: "العلم علمان... وفي إسناده أبو الصلت الهروي اسمه عبد السلام بن صالح اتهمه الدارقطني بالوضع، وبنحو هذا أخرجه الخطيب في تاريخه بإسناد جيد من رواية الحسن عن جابر رفعه، وأعله ابن الجوزي برواية يحيى بن اليمان، قال أحمد: ليس بحجة، ولكن قال العراقي في تخريجه: احتج به مسلم، وقال يحيى بن معين: ثقة وقال ابن المديني: صدوق. قال العراقي وقد جاء من حديث الحسن مرسلاً دون ذكر جابر بإسناد صحيح رواه الحكيم الترمذي في "النوادر" وابن عبد البر في "العلم" من رواية هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت: وكذلك ابن أبي شيبة في "المصنف" قال: وفي الباب عن علي وعائشة رضي الله عنهما" اهـ، وقال المنذري عقب رواية جابر: "رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلاً بإسناد صحيح" اهـ، وقال عقب رواية أنس: "رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس والأصبهاني في كتابه، ورواه البيهقي عن الفضيل بن عياض من قوله غير مرفوع" اهـ وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، وفي الطريق الأول –أي عن جابر- يحيى بن يمان قال أحمد ليس بحجة في الحديث، وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها، وفي الطريق الثاني –أي عن أنس- أبو الصلت وهو كذاب بإجماعهم" اهـ، وقد علمت قول الحافظ في أبي الصلت، وقال في يحيى بن يمان في "التقريب" [ص/694]: "صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغيّر" اهـ ورمز الحافظ السيوطي في "الجامع" لحديث جابر بالحسن، وقال المناوي في "فيض القدير" [4/391]: "وسنده –أي حديث جابر- جيد، وإعلال ابن الجوزي له وهم، وقال السمهودي: إسناده حسن" اهـ. وقال فيه أيضًا [5/355-356] عند شرح رواية أنس أي الشطر الأول: "قال العلائي: حديث منكر تفرد به عبد السلام بن صالح العابد قال النسائي متروك، وابن عدي مجمع على ضعفه، وقد روي معناه بسند جيد عن الحسن من قوله وهو الصحيح، إلى هنا كلامه" اهـ، وانظر: المداوي [5/232].