الله أرسل محمدًا ءاخرَ الأنبياء وقد أرادَ أن يكونَ هوَ صَفوةَ خَلقِه

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه : الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلواتُ اللهِ البَرِّ الرحيم والملائكةِ المقرّبين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى ءالِه الطّيبين الطاهرين وصلّ اللهمّ وسلِّم على سائر إخوانه من النّبيين ءادمَ ونوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى ومَن بينهم منَ النّبيين وعلى ءاله الطاهرين.
أما بعد فإن الله تبارك وتعالى أرسل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ءاخرَ الأنبياء، وقد أرادَ الله تبارك وتعالى أن يكونَ هوَ صَفوةَ خَلقِه لأنّ مَن قَبلَه منَ الأنبياءِ مُقدّمَةٌ لإظهارِ صَفوتهِم والدليلُ على ذلك أنّ الله تبارك وتعالى أخَذَ العَهدَ والميثاقَ على ءادمَ ومَن بَعدَه مِنَ النّبيينَ أنّه إنْ ظهَر محمّدٌ وهُم أحياء لَيُؤمنُنَّ به ولَيَنصُرُنَّه، قال الله تعالى: ﴿وإذْ أخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النّبِيّينَ لَمَا ءاتَيتُكم مِن كتَابٍ وحِكمةٍ ثم جاءَكُم رسُولٌ مُصَدّقٌ لِمَا مَعكُم لَتُؤمِنُنَّ بهِ ولَتَنصُرُنَّهُ قال أَأَقرَرتُم وأخَذتُم على ذلكم إِصْري قالوا أَقرَرنا قال فاشْهَدُوا وأنَا مَعكُم مِنَ الشّاهِديِن﴾ سورة ءال عمران 81.
الميثاقُ العَهدُ ﴿مُصَدّقٌ لِمَا مَعكُم﴾ أي للكتابِ الذي معَكُم. قوله تعالى ﴿وأخَذتُم على ذلكم إِصْري﴾ أي قبلتم عهدي ﴿قال فاشْهَدُوا﴾ أي فلْيشهد بعضُكم على بعضٍ بالإقرار.
وجَعلَ شَريعَته صلى الله عليه وسلم أيسرَ الشّرائع، وذلكَ لأنّ مَن قَبلَهُ مِنَ الأنبياءِ لا تصِحُّ صَلاتُهم إلا في مَوضِعٍ مُعَيّنٍ مخصُوصٍ للصّلاةِ إن بَعُدَ المكانُ أو قَرُبَ مِن مَنازِلهم، وفي ذلكَ مَشقّةٌ كبِيرةٌ. وأمّا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقَد جعَل لهُ ولأمّتِه المكانَ الذي أدرَكتهُم فيهِ الصّلاةُ أي وقتُها مَسجِدًا لهم وفي ذلكَ يُسْرٌ كبِيرٌ.
ثم إنّ مَن قبلَنا مِن الأنبياءِ كانت مِقدَارُ الزّكاة ربع أَموالهِم، وأمّا في هذِه الشّريعة فقد جَعل اللهُ زكاةَ أموالهم في النقُود في الأثمانِ ربعَ العُشر أي مِن مائتي دِرهم خمسة دَراهم. وجَعل صيامَهم أي صيامَ هذه الأمة لِمَا بَينَ الفَجر وغُروبِ الشمس، أمّا بعضُ الأمم الذينَ قَبلَ هذِه الأمّةِ كانُوا يُواصِلُون اللّيلَ والنّهار بلا أكلٍ ولا شُرب.
وأحَلّ لهم الغنائمَ ولم يُحِلّ اللهُ الغنَائمَ لنَبيّ منَ الأنبياء، كانُوا إذا قاتَلُوا الكفّارَ فغَلبُوهم فما كانَ مِن أموالِ الكفار النّقدِ وغيرِه إلا ذَوي الأرواح أي البهائم يُجمع في مكانٍ فيَنزل نارٌ من السّماء فتأكلها، أمّا في هذِه الأمّة الله تعالى علِمَ ضَعفَها فأحَلّ لهم أن يأكلُوها وحرَّم عليهم أن يُحرقُوها بالنار.
وقد كان في بعضِ مَن مَضى منَ الأمم أي أمم الأنبياء مَن فُرِضَ عليهم خمسونَ صلاةً، وأمّا بنو إسرائيلَ فُرض علَيهم صلاتان لكن هاتانِ الصّلاتان لا بُدّ أن يؤدُّوهما بالوضوء، وأمّا هذه الأمّة فقد أحَلّ لهم التّيمم لمن فقَد الماء، والمريض الذي يضُرُّه الماء يتيمّم فيُصلّي.
هذا بعضُ ما فضّلهم اللهُ به في الدنيا أما في الآخرةِ فإنهم يكونون يومَ القيامة غُرّا مُحَجَّلِين أي تكونُ وجُوهُهم وأيديهِم وأرجُلُهم مُنوّرة قبلَ دخول الجنّة، يميَّزُون بها عن سائِر الأمم وذلكَ مِن أثَرِ الوضُوء، الذي صلاتُه صحيحة بتَمام شُروطها من الطهارة وغيرِ ذلك، هذه علامةُ المسلمين مِن أُمّةِ محمّد.
ثم إنّ اللهَ تَباركَ وتَعالى فَضّلَ نبِيَّنا محمّدًا بأنْ جعَلَه أكثَرَ الأنبياءِ تَبَعًا وذلكَ أنّ أُمَمَ الأنبياءِ أي مَن تَبِعَ الأنبياءَ يَكُونُونَ يَومَ القِيامةِ ثلُثَ أَهلِ الجنَّةِ، قَبلَ دُخولِ الجنّةِ يُصَفُّونَ مِائةً وعِشرينَ صَفًّا ثمانُونَ صَفًّا مِن هذِه الأمّةِ والأربعونَ صَفًّا مِن سَائرِ الأمم.
فينبغِي أن يُعلَم هَذا أي هذِه الفضائِل لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم التي خَصَّهُ اللهُ تَعالى بها، وقَد يَظُنّ كثِيرٌ منَ النّاسِ أنّ هذِه الشّريعةَ هيَ أشَقُّ الشّرائعِ وهذا مِنَ الجَهلِ بالحقِيقةِ.
بنو إسرائيلَ هُم ذرّيةُ يعقوبَ عليه السّلام ومِن ذُرّيته مِن الأنبياءِ يوسفَ عليه السلام وموسى وهَارون أخو مُوسى وداودُ وسليمانُ بن داود وعيسى ابنُ مريم لأن مريمَ مِن ذُرّيّةِ داودَ. يَعقُوب عليه السلام كانَ لهُ اسمانِ يَعقُوبُ وإسرائيل، وكذلكَ المسيح عيسى لهُ اسمان أحَدُهما "المسيحُ" والآخَر "عيسى" عليه الصلاة والسلام، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهُ اسمان شهيران أحَدُهما محمدٌ والآخرُ أحمد ولهُ أسماء غيرُهما لكنّ هَذين أشهر أسمائه.
فقَد روى البخاريُّ أنه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ لي خمسةَ أَسماء"ومرادُه خمسةً اختُصَّت بي لم يتَسمّ بها أحَدٌ قَبلي، أو مُعظّمَة أو مَشهُورة في الأمم الماضِية أو الكتُب السّالِفَة، وليسَ المرادُ الحصر فيها.
وأَشرفُ أسمائه "محمدٌ" لإنبائِه عن كمالِ الحَمدِ الْمُنْبي عن كمَالِ ذاتِه سُمّيَ به معَ كونِه لم يؤْلَفْ قَبل، إمّا لكَثرةِ خِصَالهِ الحمِيدةِ وإمّا لأنّه تعالى وملائكتَه حمِدوه حمدًا كثيرا بالغًا غايةَ الكمَال.
الثاني "أحمد" ومعناه أحمَدُ الحامدِين لربّه، وسبَبُه ما في الصحيح أنه يُفتَح عليه في المقَام المحمود بمحَامِدَ لم يُفتَح بها على أحد قبلَه.
الاسمُ الثّالثُ "الْمُقَفِي" أي التّابع للأنبياء فكانَ ءاخِرَهُم.
الرابعُ "الحاشِر" أي الذي يُحشَر الناسُ عندَ قَدمِه أي على إثْرِ زمَنِ نبُوّته إذ لا نبيّ بعدَه، أو على إثْرِه في الحشرِ لأنه أوّلُ مَن تَنشَقُّ عنهُ الأرض.
الخامسُ "العَاقِبُ" أي الذي لا نَبيّ بَعدَه إذ العَاقِبُ هو الآخِرُ وهوَ عَقِبُ الأنبياء أي ءاخِرُهم.
السادسُ "الماحِي" ولفظُ روايةِ البخاري: "أنا الماحِي الذي يَمحُو اللهُ بيَ الكُفر"أي أهلَه، وهَذا محمُولٌ على الأغلَبِ لأنّ الكفرَ مَا انمحَى مِن جمِيع البلاد، أو أنّه سيَنمَحِي أوَّلا فأَوّل إلى أن يَضمَحِلّ بعدَ نزُولِ عِيسى. وهنالكَ أسماءُ أُخرى كثيرة غَير هذه.
وهناكَ أنبياءُ مِن بني إسرائيل أي مِن ذُرّيّة يعقوبَ ذُكِروا في القرءان.
أمّا عدَدُ الأنبياءِ جملتُهم فقد وردَ في حديث صحيحِ الإسناد أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم: "قالَ أَنتُم مُتِمُّونَ سَبعِينَ أُمّة أَنتُم خَيرُها وأَكرَمُها على الله" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم والطبراني بلفظ " تُتِمّونَ".
هذا الحديثُ ظاهِرُه أن عدَدَ الأنبياء سَبعونَ لكن يحتَملُ أن يكونَ مَعناه أنّ الأممَ الكبيرةَ مِن أُمَم الأنبياء سبعونَ، مَن سِوى هؤلاء السّبعينَ أُممهُم كانت قلّة، لأنّهُ ورد في الحديثِ أنّ بعضَ الأنبياء يكون مَعه يومَ القيامة ثلاثةٌ ومع بعضٍ أربعَة ومعَ بعضٍ اثنان وبعضٌ ليسَ معهُم أحدٌ لأنّ كثيرًا مِنهُم قُتِلوا قتَلتهُم الكفّار، كذّبُوهم فقَتلوهم. وهناك حديثٌ ءاخُر فيه أنهم أكثرُ مِن مائةِ ألفٍ بعضُهم رُسلٌ وبعضُهم أنبياء غيرُ رسُل، الرسلُ أفضلُ من الأنبياء غيرِ الرسل، لأنّ الرسلَ كُلٌّ أُنزِلَ عليه شَرعٌ جديدٌ أي في بعضِ الأحكام، أُنزِلَ عليه منَ الأحكام شَىءٌ لم يُنَزّل على مَن قبلَه من الأنبياء.
اللهُ تبَاركَ وتَعالى بحِكمَتِه أحَلّ في شَرائِع بَعضِ الأنبياءِ شَيئًا وحَرّمَه على مَن بَعدَ ذلكَ، النّبيُ ءادمُ عليه السّلام أحَلّ لهُ أن يُزوِجَ بنِيهِ مِن بَناتِه، كانت حَوّاءُ تَلِدُ تَوأمَين أحَدُهما ذَكرٌ والأُخرَى أُنثَى، فكان التّوأم الذّكَر مِن هَذا البَطنِ يحِلُّ لهُ أن يتَزوّجَ الأنثى مِنَ البَطنِ الآخَر، وهذَا لحِكمةِ التّناسل حتى يَبقَى نَسلُ البشَرِ مُستَمِرًّا، ثم حَرّمَه على مَن جَاءَ بعدَ ءادَمَ وهوَ ابنُه شِيث عليه السلام.
شِيثٌ عليه السلام كانَ مُفردًا مِن بَين أبناءِ ءادمَ عليه السلام، نبّأَه اللهُ بعدَ مَوتِ ءادمَ عليه السلام، أَنزلَ عليهِ خمسُونَ كِتابًا، ثم بعدَ وفَاتِه نُبّىء إدريس عليه السلام، إدريسُ يُسمّى "أَخَنُوخ"، اسمٌ أعْجَمِيّ ليسَ منَ اللُّغَةِ العَربية، ونوحٌ كذلكَ اسمُه لم يكن عَربيّا.
العَربُ مِن بَينِ الأنبياءِ هُودٌ وصَالحٌ وشُعيبٌ ومحمّد عليهم السلام، كما في صحيحِ ابنِ حِبان مِن حديثِ أبي ذَرّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعَةٌ مِنَ الأنبياءِ مِنَ العَربِ هُودٌ وصَالحٌ وشُعَيبٌ ومحَمّد" هؤلاءِ عَربٌ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه علَيهِم وعلى ءالهِم. ومَعنى ءالِ الأنبياءِ مَنِ اتّبَعَهم بالإسلام والإيمانِ، وأمّا لفظُ الأمّةِ فلَها مَعنَيانِ مَن اتّبَعَ النّبيّ وءامَنَ بِهِ يُسَمّى أُمّته، ومَن لم يَتْبَعْه مِن الذينَ أُرسِلَ إليهِم لِيَتّبِعُوه فكَذّبوه يُسمَّونَ أُمّةَ الدَّعوةِ، أُمّةُ ذلكَ النّبي منْ هُم مُلزَمُونَ باتّباعِه، بهذا المعنى يُقالُ للّذينَ كذَّبُوه أمّته. فالذينَ اتّبَعوه مِنَ الذينَ أُرسِلَ إليهِم يقالُ لهم "أُمّةُ الإجابةِ"،أمّا الذينَ لم يَتّبِعوه بل كَذّبوه يقالُ لهم "أمّةُ الدّعوةِ"، لأنّه دَعاهُم إلى الإسلامِ فامتَنعُوا أبَوا، يقالُ لهم أُمّةُ الدّعوة.
فمِنَ الأنبياءِ الذينَ قُتِلوا قتَلهُم كُفّارُ بَني إسرائيلَ زَكريّا ويحيى عليهما السلام، فقَد رُويَ في سَببِ قَتلِه أنّه كانَ في زمَانِه مَلِكٌ يحِبُّ ابنةَ أخِيه - وقيلَ ربِيبَته - تَعلّقَ قَلبُه بها فأَرادَ أن يتَزوّجَها فمَنعَه يحيى، قال لهُ حَرامٌ. وهذِه البِنتُ أُمُّها كانت تَعِيشُ عِيشَةَ الملُوكِ بسَببِ هذَا الملِك، عمِلت مكِيدَة قالت: كيف يُحَرّمُ عَليكَ؟ اقتُلْه فتَزوّجْ هَذه البنت، فسَمِعَ كلامَها. مِن أَجلِ هَذه البنتِ قَتلَ يحيى عليه السلام، ثم أُتيَ برأسِه محمُولا إليه، كان دَمُه لم يكُن يجمُد، الدّمُ عادةً يجمُد بسُرعة، فسَلّطَ اللهُ كافرا ملِكًا جاءهُم فقتَلهُم، فقَتلَ هذا الملِك. وتلكَ المرأة كانت لبِسَت ثوبًا جميلا أحمَرَ فسَلّطَ الله عليها الحِدَأة، ظنَّت هذا الثّوبَ لحمًا فنتّفَتْها تَنتِيفًا. هذه الحِدأة طَيرٌ مثلُ الباز مِن عَادتِه إذا رأى اللّحمَ أو الشّىءَ الأحمرَ يَنقَضُّ عَليه فإن وجَده لحمًا أخَذَه وإلا تَركَه، هذه الحِدأة مَزّقَتها.
وهَكذا أنبياءُ كثِير قتَلهُم الكُفّارُ وهُم على اللهِ كُرمَاء لأنّ الدّنيا ليسَت دارَ جَزاءِ أحبابِ اللهِ، دارُ جَزاءِ أحبابِ الله الآخرةُ. الدّنيا مَشقّتُها كلا شَىء بالنّسبةِ لعَذابِ الآخِرة،الأنبياءُ مُكرَمُونَ عندَ الله والذينَ قَتلُوهم همُ الْمُهانُون.
الأنبياءُ مَنصُورونَ مَن قُتِلَ مِنهُم ومَن لم يُقتَل فصَارَ لهُ أتباعٌ وظُهورٌ ومَلَكَ كسُلَيمانَ عليه السلام، سليمانُ حَكمَ الدُّنيا كلَّهَا وسخَّر اللهُ لهُ الشّياطين، العَفاريتُ الكبارُ يَعمَلُونَ لهُ في البِناء والغَوصِ في البُحور لإخراجِ الجواهِر، وهُم كفّارٌ يُطِيعُونَه، اللهُ ذَلّلهُم لهُ. يخافونَ إن خَالَفُوه أي عصَوا أَمرهُ أن يُهلِكَهُم اللهُ في الحال، الأنبياءُ مَن كانَ مِنهُم في الدّنيا أتباعُه ظَاهِرينَ أَقوياءَ على الكُفّار أشدّاءَ عليهم ومَن كانَ غيرَ ذلكَ بل قُتلوا بأيدي الكفّار كلٌّ مَنصُورونَ، لأنهم في الحياةِ الدّنيا مَعهُم الحُجّة،معهم الحقُّ وأعداؤهم ليسَ مَعهُم الحق،عُصاةٌ لخالقهِم، مَسخُوطٌ علَيهم مِن قِبَلِ الله. ثم بعدَ الموتِ الأنبياءُ في نَعيم عظِيم في البَرزخ وفي الآخِرة إلى ما لا نهايةَ لهُ.
أما الكفّار مع ما يُقاسونَه في الدّنيا منَ الأمراضِ والمصَائبِ يَكونُ القَبرُ علَيهِم نارًا لا يجِدُونَ راحَةً عندَ مَوتهِم إلى ما لا نهايةَ لهُ.
فمَن نظَر إلى الحقيقةِ يَعلَمُ أنّ الأنبياءَ هُمُ المنصُورونَ وأنّ أعداءَ اللهِ همُ المغلُوبُون،مَن كانَ مَعهُ الحَقُّ مَرضِيًّا عندَ اللهِ فهوَ الغَالبُ .