شمائله

كان العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله، شديد الورع، متواضعًا، صاحب عبادة، كثير الذكر، يشتغل بالعلم والذكر معا، زاهدًا طيب السريرة، شفوقًا على الفقراء والمساكين، كثير البر والإحسان، لا تكاد تجد له لحظة إلا وهو يشغلها بقراءة أو ذكر أو تدريس أو وعظ وإرشاد، عارفًا بالله، متمسّكًا بالكتاب والسنة، حاضر الذهن قوي الحجة ساطع الدليل، حكيمًا يضع الأمور في مواضعها، شديد النكير على من خالف الشرع، ذا همة عالية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم حتى هابه أهل البدع والضلال وحسدوه ورموه بالأكاذيب والافتراءات بقصد تنفير الناس منه لكن الله يدافع عن الذين ءامنوا.

من مؤلفاته

مختصر عبد الله الهرري الكافل بعِلم الدين الضروري على مذهب الإمام الشافعي هو كتاب مختصرٌ جامعٌ لأغلبِ الضروريّاتِ التي لا يجوزُ لكلِّ مكلّفٍ جهلها مِنَ الاعتقادِ، ومسائلَ فقهيّةٍ مِنَ الطهارةِ إلى الحجِّ، وشىءٍ من أحكامِ المعاملاتِ على مذهبِ الإِمامِ الشافعيِّ، ثمّ بيانُ معاصي القلبِ والجوارحِ كاللسانِ وغيرِهِ.

بغية الطالب لمعرفة العِلم الديني الواجب فلما كان كتاب المحدّث الحافظ الشيخ عبد الله الهرري الذي سمّاه: (مختصر عبد الله الهرري الكافِل بعلم الدين الضروري) كتابًا مختصرًا مفردًا في هذا العلم، ولما كانت هذه الفائدة لا يحصّلها طالبها إلاّ بشرح ألفاظها كان كتاب بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب.

الصراط المستقيم إن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّ العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها ويسمى علم الأصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة، قال تعالى:﴿فاعْلَمْ أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ [سورة محمد/19]، ويسمى هذا العلم أيضًا مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنة علم الكلام.
وقد اهتم العلماء الأفاضل بهذا العلم اهتمامًا كبيرًا، قال المحدث الفقيه الأصولي الزركشي في تشنيف المسامع: "إن الأئمة انتدبوا للرد على أهل البدع والضلال، وقد صنّف الشافعي كتاب "القياس" رد فيه على من قال بِقدم العالم من الملحدين، وكتاب "الرد على البراهمة" وغير ذلك، وأبو حنيفة كتاب "الفقه الأكبر"، وكتاب "العالم والمتعلم" رد فيه على المخالفين، وكذلك مالك سئل عن مسائل هذا العلم فأجاب عنها بالطريق القويم، وكذلك الإمام أحمد".