مرشد الجمعية
العلامة الشيخ عبد الله الهرري
رحمه الله

اسمه وكنيته وشهرته: هو العالِم الجليل قدوة المحقّقين وعمدة المدقّقين صدر العلماء العاملين الإمام المحدّث التقي الزاهد والفاضل العابد صاحب المواهب الجليلة الشيخ أبو عبد الرَّحمـٰن عبد الله بن محمَّد بن يوسف بن عبد الله بن جامع الشَّيبي العبدري القرشي نسبًا الهرري، موطنًا المعروف بالحبشي.

sheikh

مولد ونشأة العلامة الهرري
المعروف بالحبشي رحمه الله

وُلِدَ فِي مدينة هرر حوالي سنة 1330هـ – 1912ر، ونشأ فِي بيتٍ متواضع محبًا للعلم ولأهله فحفظ القرءان الكريم استظهارًا وترتيلًا وإتقانًا وهو قريب العاشرة من عمره فِي أحد كتاتيب باب السلامة فِي هرر، وأقرأه والده كتاب «المقدمة الحضرمية فِي فقه السادة الشافعية» وكتاب «المختصر الصغير فيما لا بد لكل مسلم من معرفته» وهو كتاب مشهور فِي بلاده وكلاهما للشيخ عبد الله بافضل الحضرمي الشافعي، ثم حُببَ إليه العلم فأخذ عن بعض علماء بلده وما جاورها، وعكف على الاغتراف من بحور العلم فحفظ عددًا من المتون فِي مختلف العلوم الشرعية.

  • رحلاته العلمية

    لم يكتفِ بعلماء بلدته وما جاورها؛ بل جال فِي أنحاء الحبشة ودخل أطراف الصومال مثل هرﮔـيسا لطلب العِلم وسماعه من أهله وله فِي ذلك رحلات عديدة لاقى فيها المشاق والمصاعب، غير أنه كان لا يأبه بها؛ بل كلما سمع بعالِم شدَّ رحاله إليه ليستفيد منه، وهذه عادة السلف الصالح، وساعده ذكاؤه وحافظته العجيبة على التعمّق فِي الفقه الشافعي وأصوله ومعرفة وجوه الخلاف فيه، وكذا الشأن فِي الفقه المالكي والحنفي والحنبلي، ثم أَوْلى علم الحديث اهتمامه رواية ودِراية فحفظ الكتب الستة وغيرها بأسانيدها وأجيز بالفتوى ورواية الحديث وهو دون الثامنة عشرة حتى صار يُشار إليه بالأيدي والبنان ويُقصد وتشدُّ الرحال إليه من أقطار الحبشة والصومال حتى صار على الحقيقة مفتيًا لبلده هرر وما جاورها.

  • ثم خرج من بلده إلى مكة بعد أن كثر تقتيل العلماء مرات عديدة ءاخرها سنة 1371هـ – 1951 فتعرّف إلى عدد من علمائها كالشيخ العالِم السيّد علوي المالكي والشيخ السيد أمين الكتبي والشيخ محمد ياسين الفاداني والشيخ حسن مشاط وغيرهم وربطته بهم صداقة وطيدة، وحضر على الشيخ محمّد العربي التبّان، واتصل بالشيخ عبد الغفور النقشبندي فأخذ منه الطريقة النقشبندية كما سيأتي.

  • ورحل بعدها إلى المدينة المنوّرة واتصل بعدد من علمائها منهم: الشيخ المحدث محمّد بن علي الصديقي البكري الهندي الأصل ثم المدني الحنفي وأجازه، واجتمع بالشيخ المحدث إبراهيم الخُتَني تلميذ المحدث عبد القادر شلبي الطرابلسي ثم المدني والشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي الهندي ثم المدني والشيخ المحدث محمد يوسف البنُّوري، وحصلت بينهم صداقة ومودة، ثم لازم مكتبة عارف حكمت والمكتبة المحمودية مطالعًا منقبًا بين الأسفار الخطيَّة مغترفًا من مناهلها فبقي فِي المدينة مجاورًا مدة من الزمن.

  • ثم رحل إلى بيت المقدس فِي أواخر سنة 1371هـ – 1952ر مشيًا على الأقدام ومنه إلى الخليل ثم توجَّه إلى دمشق، فاستقبله أهلها بالترحاب، لا سيما بعد وفاة محدّثها الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله، ثم سكن فِي جامع القطاط فِي محلة القيمرية وأخذ صيته فِي الانتشار فتردّد عليه مشايخ الشام وطلبتها وتعرَّف على علمائها واستفادوا منه وشهدوا له بالفضل وأقرُّوا بعلمه واشتهر فِي الديار الشامية بـ«خليفة الشيخ بدر الدين الحسني» وبـ«مُحَدّث الديار الشاميّة»، ثم تنقل فِي بلاد الشام بين دمشق وبيروت وحمص وحماة وحلب وغيرها من المدن السورية واللبنانية إلى أن استقر ءاخرًا فِي بيروت.

من أقواله رضي الله عنه

قال رضي الله عنه: علامة حُبّ الله تعالى هو اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن اتبع سيدنا محمدا اتباعا كاملا فهو من أولياء الله، من أحباب الله الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، سواء كانوا رجالا أو نساء.

قال رحمه الله تعالى: لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همّتـه.

من نصائحه رضي الله عنه

قال رحمه الله وأكرم مثواه: الاستيقاظ قبل الفجر لعمل الطاعات عادة الصالحين والصالحات، كان ذلك في القديم معروفا، اليوم تغيرت الأحوال يسهرون على التلفزيون وينامون بعد الثانية عشرة هذا خلاف السـنة، لذلك أغلب القلوب ليس فيها نور، فيها ظلمات.

مقتطفات من مؤلفاته