كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
الجنةُ وريحها ونورها

الجنةُ وريحها ونورها

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها إن الله سبحانه وتعالى خلق الجنة ومرافقها وأنهارها وأشجارها ونعيمها وجعل بها أنواعًا كثيرة من النعيم المقيم، وكل ما فيها يسرُّ ويفرح الناظرين المسلمين، ومن جملة النعيم لقاءات أهلَ الجنة فيما بينهم. فقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لسُوقًا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنًا وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً فيقول لهم أهلوهم: واللهِ لقد ازددتُم بعدنا حسنًا وجمالاً، فيقولون: وأنتم واللهِ لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً".
فالسوقُ هنا ليس محل البيع والشراء، بل المراد به مجتمع من مجتمعات أهل الجنة يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في أسواقها، أي يعرض فيها الأشياء على أهلها فيأخذ كل منهم ما أراد من التحف والهدايا وسائر النعم يأتونها كل جمعة أي أسبوع لأنه لا يوجد شمس ولا قمر في الجنة فيعرف الإبكار والعشي بعلامة، فتهب عليهم ريح الشمال محركة من مسك الجنة، فيزدادون حُسنًا وجمالاً ورقَّة، ويعودون إلى أهلهم الذين يفرحون بهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً. وهذه الأعطار المسكية العابقة في الجنة تصيب جميع أهلها فيكون الجو منعشًا مؤنسًا.
وقد ورد أن الأنوار في الجنة منها ما يأتي من أهلها أنفسهم، فالرجال وجوههم كالبدور ومنهم مَن هو أشد من ذلك نورًا وجمالاً ومنهم من هو أقل من ذلك، والنساء كذلك، والحور العين اللاتي لو اطلعت إحداهنّ على الدنيا لحجبت نور الشمس بضوئها، زيادة على الولدان المخلدين وجواهر الجنة ويواقيتها وزبرجدها، فكل ما في الجنة وَضّاء مشرق يفوق ما عهدناه في الدنيا من أنوار، وهذا من جملة النعيم الذي أعده الله تعالى مما تشتهيه الأنفس وتسرّ به الأعين وتراه، إضافة إلى مستلذات السمع، وشمّ الروائح الجميلة.