كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
مساكن وقصور الجنة

مساكن وقصور الجنة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها جعل ربنا سبحانه وتعالى في الجنة مساكن وقصورًا إكرامًا لعباده المتقين فيقول: ﴿وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)﴾ (سورة العنكبوت).
فللمؤمنين منازل وغرف رفيعة البنيان متينة الأسس وفيها أزواجهم وما يشتهونه من نعيم. ولتبيان جمال هذه الغرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أهل الجنّة ليتراءون في الغرفة كما تتراءون الكوكب الشرقيّ أو الكوكب الغربيّ الغارب في الأفق والطالع في تفاضل الدرجات" فقالوا: يا رسول الله أولئك النبيون؟ قال:"بلى والذي نفسي بيده وأقوامٌ ءامنوا بالله ورسوله وصدّقوا المرسلين" رواه الترمذيّ. فمن زادت طاعته زاد نعيمه في الآخرة ومن سعى حقَّ السعي كان له ما أحبّ في الآخرة.
وليس كل أهل الجنّة على درجة واحدة، بل تتفاوتُ درجاتُ أهلها حسَب الأعمال والطاعات، فهناك القصورُ والمنازل والغرف والخيام، فأدناها عظيم جميل المنظر فكيف بأعلاها. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعَادَ (20)﴾ (سورة الزمر)، أي هناك منازل رفيع في الجنة ومنازل أرفع منها. ومنها ما هو من لؤلؤة واحدة مجوفة ضخمة، ومنه ما هو مبنيّ من لبنات الذهب والفضة.
وأهل الجنّة أول ما يدخلونها يَعرِفون منازلَهم، قال ربنا تعالى: ﴿ويدخلُهُم الجنة عرَّفَها لهم﴾ أي يُدخلهم الله الجنةَ عرَّفها وبينَّها لهم حتى إن الرجلَ ليأتي منزلَه منها إذا دخلها كما كان يأتي منزله من الدنيا لا يُشكلُ عليه ذلك.
ومساكن وغرف الجنة ليست كالتي في الدنيا، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن في الجنَّة غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنها وباطنُها من ظاهرِها" فقال أبو مالكٍ الأشعريّ: لمن يا رسول الله؟ قال: "لمن أطابَ الكلامَ وأطعم الطعام وبات قائمًا والناسُ نيام" رواه أحمد.