كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
أنهار الجنة

أنهار الجنة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها إن الله تعالى قد أعدّ من جملة ما أعدّه لعباده المؤمنين في دار السلام في الجنّة أنهارًا عظيمة غير التي نراها في الدنيا، يقول ربنا تبارك وتعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِم﴾ (سورة محمد).
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ في الجنَّة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد" رواه الترمذيّ. في الجنّة أنهار كثيرة تجري على وجه أرض الجنة في غير أخدود، أي ليس هناك شقوق في أرضها بل على وجهها، فلا تُكلّف تعبًا بالتناول منها، وأهل الجنّة يشربون منها تلذذًا لا عن عطش، والماء الذي فيها غير ءاسن أي لا يتغير ريحُه وطعمه. وأما أنهار اللبن وهو ما يُسمى بالحليب فلا يتغير طعمه، ولا يفسد من طول المكث.
وأنهار الخمر في الجنة لذة للشاربين، فهي ليست كخمر الدنيا، إذ أن خمر الجنة لذيذ المذاق، طعمه طيب، وعندما يكون طيبَ الطعم يكون طيبَ الريح، بخلاف خمر الدنيا في كل ذلك، زيادة أن خمر الجنة لا يسكر ولا يؤدي بمن يشربه إلى الصداع ووجع الرأس والأذى، ولا تذهب عقولهم بشربها، وأما أنهار العسل المصفّى فهي من عسل ليس فيها عكر ولا كدر كما نرى في بعض عسل الدنيا.
وقد أكرم الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن أعطاه في الجنّة نهرًا عظيمًا اسمه نهر الكوثر؛ فقد ورد عن أنس بن مالك أنه قال: "أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه مبتسمًا فإما قال لهم وإما قالوا له: يا رسول الله لمَ ضحكتَ؟ فقال: إنّه أنزلت علي ءانفًا سورة فقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر" حتى ختمها فلما قرأها قال: أتدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه نهر وعدنيه ربي جل وعز في الجنة عليه خير كثير عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ءانيته عدد النجوم" رواه مسلم.
وبيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ءاخر صفةَ هذا النهر فيقول: "هو نهر حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت تربته أطيب من ريح المسك وطعمُه أحلى من العسل وماؤه أشد بياضًا من الثلج".