كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
ما يقال لأهل الجنة عند دخولها

ما يقال لأهل الجنة عند دخولها

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها يقول الله عز وجل: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ (سورة الزمر) أي جماعات جماعات فلا يصيبهم ما يصيب غيرهم من الذين يحاسبون حسابًا عسيرًا، بل يكونون في أمن وأمان إلى أن يصلوا إلى الجنة، فقد ورد عن سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقِها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أُمروا به فشربوا منها فأذهب الله ما في بطونهم من أذى أو بأس، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها، فجَرتْ عليهم نَضرةُ النعيم".. إلى أن قال رضي الله عنه: "ثم انتهوا إلى الجنة فقالوا سلام عليكم طبتُم فادخلوها خالدين".
ويقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ﴾ (23) (سورة الرعد).
فما أحلاه من لقاء وما أعظمه من استقبال، فالملائكةُ عليهم السلام يستقبلون المؤمنين بالتحية من الله تعالى، يبشّرونهم بما أعدّه الله لهم ولمن ءامن وصلح من ءابائهم وأزواجهم وأهليهم.
ونكمل ما ورد عن سيدنا عليّ رضي الله عنه فيقول: "ثم تلقاهم الولدان المخلدون فيطوفون كما يطوف أهل الدنيا بالحميم الذي قدِم عليهم من غيبته فيقولون له: أبشر، أعدّ الله لك من الكرامة كذا وكذا، ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي كان يُدعى به في الدنيا، قالت: أنتَ رأيتَه؟ فيقول: أنا رأيتُه وهو بإثري، فيستخف بإحداهن الفرح حتى تقوم على أُسْكُفَّةِ (أي عتبة) بابها، فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بُنيانه فإذا جَندَل اللؤلؤ فوقه صرحٌ أخضر وأحمر وأصفر من كل لون، ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا به يلمع كالبرق، ثم طأطأ رأسه فإذا أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزَرابيُّ مبثوثة ثم ينادي منادٍ: تحيون فلا تموتون أبدًا، وتقيمون فلا تظْعَنونَ أبدًا" انتهى.