وَالاسْتِطَاعَةُ التي يَجِبُ بِها الفِعْلُ مِنْ نَحْوِ التَّوفِيقِ في الطاعاتِ وفي المعاصي تُسمَّى خِذلانًا الَّذي لا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ المَخلُوقُ بِهِ لأنّها من الله يُحْدِثُهَا مقرونةً بالفعلِ، فَهِيَ مَعَ الفعلِ يَتَحَقَّقُ بِها منَ العبدِ الفعلُ كحركة الإصبع مع حركة الخاتم ليكون العبد دائمًا مفتقرًا إلى توفيق الله ومشيئته وتأييده، وَأَمّا الاسْتطَاعَةُ مِنْ جِهَةِ الصِّحَّةِ وَالوُسْعِ والتَّمَكُّنِ وَسَلامَةِ الأَسْبَابِ فِي الآلاتِ الجوارح والأعضاء فَهِي قَبلَ الفِعْلِ، وَبِهَا يَتَعَلَّقُ الخِطَابُ، وهِيَ كَمَا قَالَ تَعَالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا﴾ (286) [سورة البقرة]: أي وَلا يُكَلَّفُ العَبدُ بِمَا لَيسَ فِي وُسْعِهِ.