والمِعْرَاجُ الذي هو الصعودُ إلى السَّمواتِ السَّبْعِ وما شاءَ اللهُ مِنَ العُلَى حَقٌّ يجبُ الإيمانُ بهِ في حقِّ رسولِ اللهِ. وقدْ أُسْرِيَ بالنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أي ذُهِبَ بهِ ليلاً منَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأَقصَى وَعُرِجَ بِشَخْصِهِ في اليَقَظَةِ عَقِيبَ الإسراءِ إلى السَّمَاءِ ثُمَّ إلى حَيْثُ شَاءَ اللهُ مِنَ العُلى تشريفًا له، وليس المقصود بالمعراج وصول الرسول إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه وأَكْرَمَهُ اللهُ بِما شَاءَ وَأَوحى إلَيهِ مَا أَوْحى ﴿مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ (11)، وقد استدَلَ الجمهورُ منْ أهلِ الحقِّ بهذه الآية على أنَّ النَّبيَّ رَأَى ربَّه بقلبِه تلكَ الليلةَ لا بعينِه، كما ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: "رَءَاهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ. فَصَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في الآخِرَةِ والأُوْلى.