مناسبات إسلامية مصيبة المسلمين بموت سيّد المرسلين
 كثرةُ البلايا والأمراضِ في جسده صلى الله عليه وسلم

كثرةُ البلايا والأمراضِ في جسده صلى الله عليه وسلم

مصيبة المسلمين بموت سيد المرسلين

لقد كان النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم كثير الأمراض والأسقام في جسمه وبدنه حتى أنه من كثرة أسقامه وكثرة أمراضه وما كان يوصف لمرضه وأوجاعه من أدوية وعلاج استطاعت السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها أن يكون لها باعًا واسعًا في علم الطب والأدوية.
وكان عليه الصلاة والسلام يُشَدّد عليه البلاء والمصائب ليضاعف له الأجر كغيره من الأنبياء، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دَخَلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُوْعَك وَعْكًا شديدًا فمسِستُهُ بيدي فقلت يا رسول الله إنك لتوعَك وعكًا شديدًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل إني أُوعك كما يُوْعَكُ رجلان منكم" فقلت: ذلك أن لك أجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجَل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن مُسلم يُصيبُهُ أذًى مَرَض فما سَواه إلا حَطَّ الله له سيئاته كما تحُطُّ الشجرة وَرَقها" رواه البخاري ومسلم، والوعك هي الحمّى.
ودخل يومًا على النبيّ صلى الله عليه وسلم أبو سعيد الخدري وعليه قطيفة فوضع يده فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال: ما أشدّ حمّاك فقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّا كذلك يُشَدّدُ علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر". والقطيفة: كِسَاء له خَمْل.
ومن جملة البلاء الذي ابتلي به النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم ألم سكرات الموت الذي هو أشد من ضربة ألف سيف كما ورد، وهو أشد ما يلقاه الإنسان في دنياه، فقد أخبرت السيدةُ الجليلةُ عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان وهو على فراش الموت يدخل يديه في ركوة أو علبة ماء كانت بين يديه ثم يمسح بهما وجهه ويقول: "لا إله إلا الله إنَّ للموت لَسَكَرات اللهم أعني على سكرات الموت".
وقالت رضي الله عنها: "ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على النبيّ صلى الله عليه وسلم" رواه البخاري.
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: لما ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أي اشتد مرضه جعل يتغشّاه الكَربُ فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرْب أبتاه. فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم". فلمّا مات صلى الله عليه وسلم قالت: يا أبتاهُ أجاب ربًّا دعاهُ، يا أبتاه جنَّة الفردوس مأواه، يا أبتاهُ إلى جبريل ننعاه، فلمّا دفن صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة رضي الله عنها: "أطابت أنفسُكم أن تحثُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب" رواه البخاري.

مصيبة المسلمين بموت سيّد المرسلين

قائمة مصيبة المسلمين