من كتب العلّامة الهرري كتاب جامع الخيرات - الجزء الثاني
 التحذير من أهل الفساد عمومًا ومن الوهابية خصوصًا

الدرس الحادى والعشرون
التحذير من أهل الفساد عمومًا ومن الوهابية خصوصًا

جامع الخيرات - الجزء الثاني

جامع-الخيرات
    درس ألقاه الـمـحدّثُ الشيـخ عبد الله بن مـحمَّد العبدرىّ رحمه الله تعالى سنة عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة الموافق لتسع وثمانين وتسعمائة وألف ر فِى مسجد الغرباء فِى طرابلس الشام وهو فِى التحذير من أهل الفساد عمومًا ومن الوهابية خصوصًا.
قال رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً:
    الـحمد لله رب العالـمين وصلى الله وسلـم على سيِّدنا مـحمَّد.
أما بعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: "إذا رأيتَ أُمَّتِى تَهابُ أنْ تقولَ للظالِمِ يا ظالـمُ فَقَدْ تُوُدّعَ منهم" اهـ1
 الظالـمُ أقسامٌ عديدة فظالـمٌ يظلـمُ الناس فِى أموالـهم وظالـمٌ يغشُّ الناس فِى دينهم إما إلى حد الكفر وإما إلى ما دون ذلك وكل هؤلاء التحذير منهم واجب، وهذا الـحديث رواه الـحاكم فِى الـمستدرك، وثبت عن رسول الله أنه قال: "ما أظنُّ أنَّ فلانًا وفلانًا يَعْرِفُ مِن دِينِنا شيئًا" 2 اهـ.
    وقال لِرَجُلٍ خَطَبَ فِى حضرته فقال: "ومَنْ يُطِع اللهَ ورسولَهُ فقد رَشَد ومَن يَعْصِهِمَا فقد غَوَى فقال الرسول صلى الله عليه وسلـم: "بئس الـخطيبُ أنتَ"3اهـ أىْ لأنَّه جمعَ فِى هذا الـمقام بين الله والرسول فِى ضميرٍ واحدٍ لا لأنه شرك ولا لأنه حرام لكنه مكروه، ما سكت له نُصحًا له ونصحًا لغيره من الأمة.
إذا كان هذا يستحقُّ الإنكار فكيف الذِى يدعو الناس إلى تحريم الـحلال أو تحليل الـحرام أو تشبيه الله تعالى بخلقه فقد كثر فِى هذا العصر أناس يدّعون الإرشاد الدينـىّ ثم يدعون الناس إلى التشبيه والتجسيم أى إلى أنَّ الله تعالى جسم أى شىء له مساحة وحدٌّ ويدَّعون أنهم دعاة إلى عقيدة السلف وكَذَبُوا لأن عقيدة السلف هى تنزيه الله عن الـحد لأن كل شىء له مساحة يـحتاج إلى من جعله على هذه الـمساحة، الواحد منا أربعة أذرع طولًا وذراع عرضًا هل نحن جعلنا أنفسنا على هذا الـحد لا إنـما نحن بـحاجة إلى من جعلنا على هذا الـحد وهكذا الكرسىُّ وهكذا العرش وهكذا الـجنة كل شىء من هذا يـحتاج إلى شىء جعله على هذا الـحد، فَيُعْلَمُ بدليل العقل وبدليل السمع أن صانع العالـم ليس مـحدودًا ليس ذا مساحة صغيرة ولا ذا مساحة كبيرة لأنه لو كان ذا مساحة صغيرة مثل مساحة الإنسان لاحتاج إلى من جعله على تلك الـمساحة وذلك الـحد والـمقدار ولو كان على مساحة كبيرة لاحتاج إلى من جعله على تلك الـمساحة كما أن العرش يـحتاج إلى من جعله وكَوَّنَهُ على تلك الـمساحة وذلك الـحد.
وأما الدليل النقلىُّ أى السَّمعىُّ الـقرآنـىُّ على ذلك فقوله تعالى فِى سورة الشورى:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ4 هذه الآية تنزيه كلىٌّ، أعظمُ ءاية فِى الـقرءان فِى تنزيه الله عن مشابهة خلقه هى هذه الآية لأنها دلت على أنه لا يشبه شيئًا ليس الإنسان فقط بل الإنسان والـجن والشمس والـقمر وسائر الكواكب وما سوى ذلك من الكائنات الـمبتدعات، فيـجب الـقطعُ أىِ الاعتقادُ الـجازم بأنَّ صانع العالـم ليس مـحدودًا ويـجب أن نعتقد بأن هذا عقيدة السلف لأن السلف كانوا أفهم منا بـمعانـى ءَاياتِ الـقرءان فلا يـجوز عليهم أن يكونوا على خلاف ذلك. ثم الدليلُ على أن السلف كانوا على ذلك كلام الطحاوىّ رحمه الله فِى عقيدته التِى سماها ذكر بيان عقيدة أهل السنة والـجماعة ثم سَمَّى منهم أبا حنيفة وصاحبيه مـحمد بن الـحسن وأبا يوسف الـقاضِى ونقل فيها عن السلف نفِى الـحد عن الله تعالى5.
هو كلام الطحاوىّ هذا أراد به أنَّ نَفِى الـحد الذِى ذكره فِى هذه العقيدة هو عقيدة السلف جميعًا. لا يثبت عن أحد من السلف أنهم جعلوا لله حدًّا وما يُذكر عن بعض السلف مِن أتباع التابعين لا يصح عنه بالإسناد الـمتصل. هذا الإمام أبو جعفر الطحاوىّ الذِى كان هو من أواخر السلف لأنه أدرك نحو سبعين سنة من الـمائة الثالثة ثم توفِى بعد اكتـمال الـمائة الثالثة بنحو عشرين سنة أثبت نَفىَ الـحد عن الله تعالى.
ثم قد ثبت ذلك عمَّن هو أقدم منه عن علىّ زين العابدين بن الـحسين بن علىّ بن أبِى طالب رضِىَ اللهُ عنهم قال فِى كتاب له سُمّىَ بالصحيفة السجاديّة لأنه لكثرة  سجوده لقب بالسَّجَّاد هو رضى الله عنه قال: "لا يـحيط به مكان وليس بـمـحدود فيُّحد" اهـ وقال: "لا يَمَس ولا يُمَس ولا يُجس" اهـ. هذا الكلامُ فيه تنزيه الله تعالى عن الـمساحة والـمقدار لأن كل ما كان له مساحة ومقدار فهو مـحدود فإذن علىّ زين العابدين يعتقد أن الله ليس له حد.
فلا يـجوز أن يقال الله تعالى له حد يعلـمه هو ولا يعلـمه غيره كما يقول ابن تيمية.
هذا زين العابدين كان فِى وقته أفضلَ أهل البيت النبوىّ قدرًا وجلالة، وهذه الصّحيفة السَّجَّادية رواها بالإسنادِ الـمتصل منه إلى زين العابدين بطريق ذريته الطاهرين فيهم موسى الكاظِم وعلىّ الرّضا اللّذَين يُعدان من أفضل أهل البيت الـحافظُ الفقيه مـحمد مرتضى الزبيدىُّ من أهل الـقرن الثانـى عشر فِى شرح إحياء علوم الدين وهو حافظٌ حنفِى لُغوىٌّ وهو خاتـمة اللغويين ما جاء فِى عصره ولا بعده مَن هو مثله فِى علـم اللغة.
فبعد هذا لا يـجوز السكوت على من يـجعل لله حدًّا إن رجوتـم منه قبول النصيـحة قولوا له إثبات الـحدّ لله ضلال.
الله تعالى ليس مـحدودًا. على هذا السلف والـخلف أما أناس يدّعون أنهم على عقيدة السلف فيـجعلون لله حدًّا وحركةً بالصعود والنزول والتنقل فليس هذا من السلف فِى شىء وإنـما يُفْتَرَى على السلف.
قولوا لهم هذا أحمد بن حنبل الـمشهور بين السلف بالورع والعلـم ثبت عنه أنه قال فِى قوله تعالى فِى سورة الفجر:﴿وَجَاء رَبُّكَ6 قال: "جاءت قدرته" اهـ لو كان يعتقد أن الله يـجوز عليه الـحد والـمساحة والتنقل كان يـحمل هذه الآية على الظاهر ويثبت لله النزول عن العرش أو الكرسىّ مع الـملائكة يوم الـقيامة إلى الأرض ليـحكم بين العباد لكنه لا يعتقد فِى الله الـحد والـحركة والتنقل لأن الـحد مِن سمات الـمـحدَثين لذلك تهربًا من إثبات الـمجِىء بالـحركة والنُقلة عدل إلى قوله "إنـما جاءت قدرته"  وهذا ثابت عنه رواه الـحافظ البيهقى بالإسناد الـمتصل.
اعلـموا أن السلف ما كانوا على ما ينسبه إليهم هؤلاء الـمجسمة الـمشبهة مع دعواهم أنهم على عقيدة السلف أين هم من السلف وهذا زين العابدين وهذا أبو حنيفة وصاحباه مـحمد بن الـحسن وأبو يوسف من السلف لأن أبا حنيفة توفِى سنة مائة وخمسين وصاحبه بعده بنحو عشرين سنة ضمن الـقرن الثانـى الـهجرى.
هذا ما يتعلق بتنزيه الله عن الـجسمية والـحد والـمكان والشكل والـمساحة والـمقدار.
وأما هؤلاء الـمشوشون الذين يـحرّمون التوسل بالنبِىّ بل يُكَفّرُونَ مَن يتوسل بالنبِىّ وغيرِهِ مِن الأنبياء والأولياء فقولوا لهم لن تستطيعوا أن تثبتوا عن رسول الله أنه حرّم التوسل به أو بالأنبياء والصالـحين إنـما دعواكم بأفواهكم ليس لكم على ذلك دليل صحيـح عند أهل الـحديث وكذلك ليس لكم دليل عن عمر بن الـخطاب بتحريم التوسل والاستغاثة بالنبِىّ بعد موته وإنـما عندكم تـمويهٌ. فمن حججهم التِى هى للتـمويه ليس على الـحقيقة قولهم إن الرسول صلى الله عليه وسلـم قال لابن عباس: "إذا سألتَ فاسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله"7اهـ يقال لهم هل قال حرامٌ أن تسأل غير الله أو أن تستعين بغير الله إنـما قال: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" على معنـى أن الأَوْلَى أن تسأله هو الله وأن تستعين به هو الله.
هو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلـم أنه قال: "إذا أصابَ أَحَدَكُمْ عرجةٌ فِى فلاةٍ مِن الأرض فَلْيَقُلْ يا عِبَادَ اللهِ أعِينُوا"8  اهـ هذا الـحديث أورده الـحافظ ابن حجر فِى الأمالِى الـمصرية وحَسَّنَ إسناده.
  هو رسول الله صلى الله عليه وسلـم قال: "إذا أصاب أحدكم عرجة فِى فلاة من الأرض" أى فِى برية ليس فيها أحد "فلينادِ يا عباد الله أعينوا". هذا سؤال لغير الله.
لو كان معنـى حديث ابن عباس أن الرسول قال له: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" تحريم التوسل والاستعانة بالأنبياء والأولياء فِى حياتهم وبعد مماتهم ما قال الرسول هذا الـحديث.
وكذلك عندهم تـمويهٌ ءاخر يذكرون حديثًا ضعيفًا عند أهل الـحديث هو أنَّ أبا بكر قال قوموا بنا إلى رسول الله نستغيث به من هذا الـمنافق فقال رسول الله إنه لا يُستغاث بِى وإنـما يُستغاث بالله عزَّ وجلَّ اهـ هذا الـحديث فيه راو ضعيف عند أهل الـحديث لا تقوم به حجة مع أن هذا الـحديث يصادم أيضًا ما رواه البخارى عن عبد الله بن عمر ابن الـخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلـم: "أنَّ الشمس تَدْنُو مِن رؤوس الناس يوم الـقيامة فبَيْنَ هم كذلك إذا استغاثوا بآدم"9 اهـ فإن قالوا إنّ هذا للحىّ الـحاضر لأنّ ءادم فِى ذلك الوقت بُعث وليس استغاثة بالـميت يقال لهم هذا الـحديث الذِى أنتـم ادَّعيتـم ثبوتَهُ فيه أنَّ هذا فِى حياة رسول الله أليس مذكورًا فيه أنَّ أبا بكر قال قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا الـمنافق فقال لهم الرسول إنه لا يستغاث بِى وإنـما يستغاث بالله عز وجل ما هذا التناقض مرةً تقولون لا يـجوز التوسل والاستغاثة إلا بالـحىّ الـحاضر ومرة تبنون على هذا الـحديث الضعيف الذِى لا يُحتج به.
ويقال لهم هذا الـحىّ الـحاضر هل ينفعُ أو يضرُّ إلا بـمشيئة الله والـميتُ أيضًا إذا استُغيث به لا ينفعُ ولا يضرُّ إلا بإذن الله فلـماذا تفرّقون بين الـحالَين بـمجرّد الـهوَى.
أما قولُ إنَّ الـميت لو كان نبيًّا فهذا كقطعة حجر فهذا مصادم للأحاديث.
يقال لهم أليس الأنبياء الثمانية الذين استقبلوا رسول الله فِى السموات السبع كلٌّ منهم سلَّم عليه الرسولُ فرد السَّلام ودعا له بخير وهذا بعد الـموت، ثم موسى زيادة على ذلك على أنه رد السَّلام على رسول الله ودعا له بخير عند رجوع الرسول من الـمستوَى الذِى سمع فيه كلام الله ورأى اللهَ بفؤاده قال: كم فرض الله على أمتك من الصلاة؟ قال: خمسين قال: سَلْ ربك التخفيف فصار موسى سببًا فِى هذا التخفيف. كذبتـم فِى قولكم إنَّ النبِىَّ لا ينفع ولا يضر بعد موته بل ينفع بإذن الله.
أما احتجاجهم بفعل عمر فكثيرًا ما يلهجون به. يقولون عمر بعد وفاة الرسول توسَّل بالعباس لأن الرسول كان قد مات. هذه حجتهم وهى داحضة. يقال لهم هل تثبتون على عمر أنه قال: أنا توسلت بالعباس لا بالرسول لأنه قد مات، هل عندكم دليلٌ نصٌّ على ذلك.
أما أنه قال: "اللهم إنّا كنّا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا فنحن نتوسل إليك بعم نبيك العباس فاسقنا". فهذا ليس فيه ما يدَّعون، إنـما يُعْطِى أنَّ عمر توسل بالعباس لأنه كان رسول الله عليه السَّلام يرى للعباس مثل ما يرى الولد لوالده أراد أن يَرْعَى حق قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلـم لأنه لـم يكن فِى ذلك الوقت أقرب إلى رسول الله من العباس نسبًا فتوسل بالعباس مراعاةً لحق قرابته من رسول الله لا لأن التوسل بالنبِىّ بعد موته لا يـجوز. من قال لكم، هل عمر قال لكم الرسول لا يـجوز التوسل به بعد موته لذلك توسلتُ بالعباس، هل تستطيعون أن تثبتوا على عمر ذلك، لن تجدوا سبيلًا.
ثم يقال لهم قولكم هذا افتراء على عمر تَقَوُّلٌ عليه لأن عمر قال فِى خطبة له" "أيها الناس إن رسول الله كان يرى للعباس مثل ما يرى الولد لوالده فاقتدوا به فِى عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله" اهـ هو عمر بيّن أن توسله بالعباس أن ذلك احترام للعباس من أجل الرسول أى أراد أن يراعِىَ ما كان للعباس عند رسول الله من الكرامة.
وهناك دليل على ذلك ءاخَرُ وهو أن العباس نفسه قال عندما دعا الله تعالى بأن يَسْقِىَ الأمةَ الـمطر: "اللهم إن الـقوم توجهوا بِى إليك لـمكانـى مِن نبيك" ما قال توجهوا بِى إليك لأن نبيك قد مات كما يَفترِى هؤلاء على عمر.
وهكذا كل ما يـحتجون به لتحريم التوسل بالأنبياء والأولياء بغير حضور الـمتوسل به، كلُّ ذلك هباء منثور وتـمويهٌ، هذا موجز فيما يتعلق بالتوسل بالنبِىّ صلى الله عليه وسلـم وغيره من الأنبياء والأولياء.
أما تكفيرهم لـمن يمسُّ الـقبر قَبْرَ أىّ نبِىّ أو أىّ وَلِىّ فهذا على خلاف السلف. السلفُ ما كانوا يكفّرون مَن يمسح قبر نبِىّ أو ولِىّ أو يقبله وهؤلاء يُكفّرون، عندهم عابد وثن حتى إن بعضهم قال عن التبرك بِشَعْرِ النبِىّ صلى الله عليه وسلـم إنه وثنية. الرسول لـما حلق قال للحلاق: "اقسمه بين الناس"10  وما أعطاهم الرسول إلا ليتبركوا بهذا الشعر وما قالوا هذا الشعر لا يُتبرك به إلا فِى حياته وما قال بعد مماتِى ادفنوه. كيف يدَّعى أن هذا وثنية، هو أعلـم بتوحيد الله من رسول الله؟! ليس أعلـم.
وهناك دليل ءَاخر من السلف وهو أن الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه سأله ابنه عبد الله قال سألته أى سأل أباه عن الرجل يمسُّ الـقبر ويقبّله يفعل ذلك للتبرك وعن الرجل يقبّل الـقبر أى قبر النبِىّ يريد بذلك التقرب إلى الله فقال الإمام أحمد: "لا بأس بذلك". كتابٌ اسمه "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد فيه ذلك.
انظروا إلى البُعد الشاسع بين السلف وبين هؤلاء. هذا الإمام أحمد الذِى هو من رؤوس السلف يقول أيضًا: "لا بأس بتقبيل رمانة الـمنبر". عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبِى عن مسّ رمانة الـمنبر وتقبيلها وعن الرجل يقبّل قبر النبِىّ يريد بذلك التقرب إلى الله فقال: "لا بأس بذلك" اهـ
الإمام أحمد يقول: "لا بأس" وهؤلاء يقولون أشرك وكفر، عندهم شرك وعند الإمام أحمد لا بأس، أين هؤلاء من السلف، هؤلاء لا يصدق قولهم أنهم على قدم السلف.
ثم فِى مصنَّف ابن أبِى شَيبة أنَّ رجالًا من الصحابة كانوا ينتظرون خُلُوَّ الـمسجد فإذا خلا قاموا إلى رمانة الـمنبر الـقرعاء فيمسُّونها ويدعون الله اهـ
معنـى الـحديث أنَّ جماعة من أصحاب رسول الله كانوا ينتظرون أن يـخلو الـمسجد أى تذهب الزحمة فيقومون يمسون رمانة الـمنبر النبوىّ الـقرعاء. كان الـمنبر له فِى أعلاه قطعة مستديرة يقال لها رمانة الـمنبر فيمسونها ويدعون الله رجاء إجابة دعائهم عند مسهم إياها. الصحابةُ فعلوا هذا وهؤلاء يزعمون أنه شرك.
لو كان أحمد بن حنبل حيًّا لكفَّروه.
اعرفوا أن هؤلاء يدجلون باسم السلف ويدعون الناس إلى ضد ما كان عليه السلف.

انتهى والله تعالى أعلـم.
------------------

1- رواه الحاكم في المستدرك باب كتاب الأحكام.
2- رواه البخاري في صحيحه باب ما يجوز في الظَّن.
3- رواه مسلـم فِى صحيحه باب تخفيف الصلاة والخطبة.
4- سورة الشورى/الآية (11).
5- قال الإمام الطحاوى فِى عقيدته الـمشهورة (تعالى أى الله عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر الـمبتدعات) اهـ
6- سورة الفجر/الآية (22).
7- رواه الترمذي في سننه والبيهقي في الاعتقاد باب القول في الإيمان بالقدر.
8- رواه البزار باب مسند ابن عباس وقال الحافظ الهيثمي في المجمع رجاله ثقات ا.ه.
9- رواه البخاري باب من سأل الناس تكثرًا.
10- رواه مسلـم فِى صحيحه باب بيان أن السّنة يوم النحر أن يرمى ثم ينحر ثم يحلق والابتداء في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق.


جامع الخيرات
الجزء الثاني

قائمة جامع الخيرات 2